28/06/2022
2376 مشاهدة
لا تزال الحركات الإسلامية في افريقيا بما تشهده من تنوع وتعدّد تشكل الهاجس الأكبر للعديد من المعنيين بدراسة شئون القارة الإفريقية، خاصة في ظل التحول الفكري الذي طرأ عليها مؤخراً والذي كان بمثابة الدافع الأكبر لمعرفة الأسباب وراء ذلك التحول الذي اصبح يشكل التحدي الرئيسي للقارة السمراء، فما بين الأصولية الصوفية وصولا إلي الخطاب الراديكالي متمثلاً في جماعات مثل بوكو حرام، وحركة شباب المجاهدين الصومالية تستوجب الحالة الإفريقية أن يكون هناك تحركاً فعلياً للتعامل مع تلك التحديات.
ولا يمكن إغفال أن ما جري ومازال يجري فى المنطقة العربية من تصاعد لموجات العنف والإرهاب وتردي للأوضاع الأمنية هو ما ألقي بظلاله التى كان لها بالغ الأثر علي المساعدة فى تطوير ونمو الحركات الإسلامية الجهادية المتطرفة التى وجدت من البيئة الإفريقية مناخاً ملائما في ظل ما تعانيه من تخلف وفقر وفساد على كافة المستويات، فضلاً عما تشهده من انقلابات عسكرية، وانقسامات عرقية وإثنية، وأزمة فعلية في تحقيق الاندماج الوطني هو ما عمل بشكل أو بآخر على تغذية مسار التطرف بما اصبح يهدد كيان الدولة الإفريقية.
في هذا السياق يطرح الكاتب رؤية شمولية من خلال فصوله التسعة لفهم بيئة الخطاب الإصلاحي والتجديدي وأنماطه التى اختلفت عبر المكان والزمان، والمتغيرات التي دفعت للتحول من الخطاب التقليدي إلى الخطاب التجديدي أو الإصلاحي.
الخطاب الديني .. الأصولية والتجديد
إن ما مرت به القارة الإفريقية من تحولات سياسية واجتماعية في ظل ما تشهده من تنوع وتعدد في الأديان والمعتقدات يجعل للظاهرة الدينية شكل خاص للقارة الإفريقية والتى ترتبط بحقيقة مفادها أن الأديان التقليدية في إفريقيا محلية الطابع أشبه بالجزر المنعزلة، ولا تمتلك لأي فعالية خارج نطاق الجماعة الدينية المؤمنة بها، ولا تعمل على طرح أى رؤى تجديدية، ولا تتجاوز جماعتها العرقية، وبالتالي فهى تعمل على الإبقاء على الوضع القائم ومقاومة التغيير، وهو ما يؤكد على عدم وجود ما أطلق عليه الكاتب " ظاهرة الحروب الدينية " أو " حركات الإحياء الديني" فى افريقيا قبل قدوم الدين المسيحي أو الإسلام.
ونشأت الحركة الإسلامية وتطورت في إفريقيا بما لا يختلف عن باقى الحركات الإسلامية حول العالم الإسلامي، وخاصة فى ارتباطها بالفترة الاستعمارية ولذلك، أشار الكاتب إلى أن الحركات الإسلامية في افريقيا ارتبطت بقضايا التغير الاجتماعي والإصلاحات التعليمية، ولكنها في نفس الوقت كانت تنطلق من ملامستها مع الخطابات الإسلامية ذات الصبغة السياسية التى كانت تناهض الغرب والعولمة، وتأثرت بتراث الإصلاح الديني في العالم العربي والإسلامي والمثال على ذلك، تأثرها بـ :
• أفكار الجماعة الإسلامية بآسيا، وظهور الجماعة الإسلامية التي أسسها أبو الأعلى المودودي عام 1934، وظهور الجماعة الإسلامية في الهند 1941 وهو ما ظهر تأثيره على حركات الإصلاح في شرق افريقيا وجنوبها.
• جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 حيث كانت مصدر إلهام لكثير من الأفراد والجماعات ممن رفعوا لواء الإصلاح الديني، والسلفية الوهابية وغيرها التى مثلت مصادر فكرية ملهمة للحركات الإسلامية في افريقيا والتي لا تعبر في جوهرها عن تجانس فكري على الرغم من نبعها من روافد فكرية مشتركة، ولكنها انطلقت في مسارات مختلفة كالإحياء والتجديد مثل النموذج السودان، أو الدعوة والتبشير كجنوب افريقيا، أو الإحياء والدعوة في النموذج النيجيري.
• بعد مرحلة تصفية الاستعمار، انتشرت العديد من المشروعات الفكرية التى تسعي لتحقيق النهضة استناداً للقومية أو الاشتراكية أو الليبرالية، ولكن لم تؤت ثمارها، وهو ما دفع إلى تغذية التوجهات الإصلاحية للخطاب الإسلامي فكانت الرؤية الإصلاحية الإسلامية التى ظهرت مع السبعينيات طرحت قضايا أهم ترتبط أكثر بالتجديد، مثل ما شهدته نيجيريا في تلك الفترة.
• محاولة تحييد المتغير الديني وتراجع أهميته بفرض دساتير علمانية وأيديولوجيات مهيمنة تفصل بين الدين والدولة وتؤكد علي حرية المعتقد، وهو ما ظهر في الخطاب الديني الرسمي المرتبط بالدولة.
• الثورة الإيرانية عام 1979 والتى كانت مصدر إلهام لعدد من الحركات والتنظيمات الإسلامية والتي تبنت خطاباً دينيا يدعو لإقامة الدولة الإسلامية .
• غياب الديمقراطية، وانتشار الفساد في الواقع الإفريقي، وانهيار نموذج النهضة الإفريقي الذى ارتكز على الأسس العلمانية، والموقف من الآخر الغربي ومحاولاته لفرض الهيمنة السياسية والاقتصادية والثقافية، وطرحه للعديد من البدائل والتصورات في الخطاب الإسلامي وتجديده، فما بين العداء والتعاون، الصداقة أو فك الروابط، الصدام أو الحوار ظهرت العديد من الاجتهادات الفكرية للخطاب الإسلامي التجديدي للتعامل مع قضايا الحداثة والديمقراطية، ومفاهيم الهوية والانتماء.
الخطاب الديني الجهادي شوّه صورة الإسلام
أكد الكاتب أن تلك المتغيرات عملت على الدفع بالتحول من الخطاب التقليدي إلى الخطاب التجديدي أو الإصلاحي، ومنها إلى الخطاب الديني الجهادي النابع من النمط الثوري في محاولة لإحداث تغيرات جذرية في بنية الدولة والمجتمع بما يعنى إقامة المجتمع الإسلامي والوصول إلى النظام الإسلامي.
وعلى ذلك، شهدت القارة ثلاثة نماذج رئيسية من هذا الخطاب، وهى: جماعة إخوان نيجيريا بزعامة إبراهيم الزكزاكى( والتي تم تغيير اسمها الى الحركة الإسلامية في نيجيريا بعد تبني الشيخ إبراهيم زكزكي لعقيدة اهل البيت ـ عليهم السلام ) وجماعة بوكوحرام النيجيرية، وجماعة الشباب المجاهدين في الصومال، وأكد الكاتب على العديد من تلك التفسيرات التى عملت على تصاعد الخطاب الراديكالي الإسلامي فى العديد من البلدان الإفريقية منها: الفقر والفساد، والشعور بالاغتراب السياسي والتى مثلت جميعها صعوداً لانتشار الخطاب الإسلامي المتطرف، فضلا عن عدم المساواة الاجتماعية، والعزلة لبعض الجماعات على أسس دينية أو عرقية مما سهلت من عمليات التجنيد والتعبئة لتغذرية تلك الجماعات.
وبالتالى، فما بين انطلاقة صوفية أحمد بمبا في السنغال، وسلفية عبدالله جومي في نيجيريا، مرورا بالحركة التقدمية لـ فريد إسحق في جنوب أفريقيا، ومفهوم الحداثة عند حسن الترابي، وصولاً إلى راديكالية الخطاب الثوري العنيف وهو ما تبنته الجماعات الإسلامية مثل بوكو حرام والشباب المجاهدين، وهو ما اوضحه الكاتب في أن هناك من الحركات الإسلامية التى سعت إلى أسلمة الحياة السياسية في المجتمعات الأفريقية ساهمت بشكل أو بآخر في تشويه الصورة الذهنية للإسلام عندما اعتمدت العنف، ويأتى في مقدمتها جماعة بوكو حرام النيجيرية، ولا يمكن إغفال ما تأثرت به في محيطها الإقليمي والعربي من أحداث وتوترات.
تطورات الخطاب الإسلامي .. التأثير والتأثر
طرح الكتاب نماذج مختلفة للخطاب الإسلامي في القارة بدأً من خطاب الحركة الإسلامية في السودان التى اتسمت بغلبة الطابع السياسي على الديني والتربوي، وهو ما يرجع إلى ارتباطها منذ البداية مع التيار الشيوعي السوداني، وفي نفس الوقت مع الخطاب الحركي للسودان ظهر الخطاب الصوفي في السنغال، نتيجة لتغلغل الطرق الصوفية، واتضحت سمات الحركة الصوفية وتقاليدها بشكل بارز في تجديد الخطاب الإسلامي بين المهادنة في السنغال، وبين الجهادية في نيجيريا.
وقدم الكاتب تفسير تلك التطورات التى شهدها الخطاب الإسلامي بداية من الحركة الإسلامية السودانية التى قدّمت نفسها بوصفها حلقة من حلقات التجديد الإسلامي، وإرجاع تاريخها إلى تاريخ الإسلام في السودان، واعتمدت على عدد من المفكرين السودانيين عملوا من خلال التركيز على مفهوم الخطاب الديني، ومنهم حسن مكي، والشيخ صادق عبد الماجد، والإمام الصادق المهدي، والدكتور حسن الترابي، ثم كان الخطاب الصوفي التقليدي في السنغال والذى لم يواجه أي تحديات حقيقية منذ فترة الاستعمار، وقد يرجع ذلك إلى:
• أن أغلبية المسلمين في السنغال يدينون بالولاء للطرق الصوفية.
• تبني الاستعمار الفرنسي لنمط الحكم المباشر وهو ما تسبب في تدمير البنية السياسية التقليدية في السنغال، وعليه عملت الطرق الصوفية على سد هذا الفراغ من خلال إعلان سياسة التحالف، أو المهادنة على الأقل، مع السلطات الاستعمارية.
أما الخطاب السلفي فقد عمل على تقديم قراءة مغايرة للدين بغرض أن يبتعد عن الطرق الصوفية، فعمل على كشف الجوانب العملية للقواعد والنصوص مثل القادرية والتيجانية. ويفسر الكاتب الخطاب الإصلاحي السلفي في إفريقيا، وبخاصة في نيجيريا من خلال ثلاثة تنظيمات، وهي: جمعية الطلاب المسلمين، وجمعية الدعوة، وجماعة إزالة البدعة وإقامة السنة.
ويؤكد الكاتب على أن مصطلح السلفية قد ازداد غموضا بعدما تحول الخطاب السلفي إلى ظاهرة تؤثر بشكل فعال في المشهد السياسي والديني في العالمين العربي والإسلامي، خاصة إفريقيا، وهنا تظهر ثلاثة تيارات رئيسية داخل التيار السلفي، وهي السلفية الأصولية، والسلفية المسيسة، والسلفية الجهادية. تمثلت بعض من نماذج السلفية الجهادية في إفريقيا، في حركة أنصار الدين السلفية، وتعد بمثابة طالبان أزواد، والحركة الوطنية لتحرير أزواد
التيار الثوري.. تحدٍ العنف والحفاظ على الدولة والهوية
انتقل الكاتب إلى مدى تأثير تطور تلك الحركات على الهوية الإفريقية وذكر أن التأثر قد اختلف إلى حد ما ما بين الشرق الإفريقيى والجنوب، حيث اتضحت الهوية الإفريقية في الخطاب الإسلامي بمنطقة الشرق الإفريقي من خلال تراث الطرق الصوفية وتقاليدها. أما في جنوب إفريقيا فقد اتخذت الهوية الطابع الدعوي والتبشيري في مواجهة الآخر غير المسلم.
وتناول الكاتب العديد من المطالبات التي نادت بأفرقة الهوية الإسلامية لمسلمي جنوب إفريقيا وهو ما كان يعني أمرين أولهما: إدراك المسلم التام للتاريخ الإفريقي والثقافة الإفريقية التقليدية، وثانيهما، المشاركة الإسلامية في مظاهر وممارسات الثقافة الإفريقية التقليدية بما لا يتعارض مع أي من المبادئ الإسلامية، واوضح الكاتب أن القصد من وراء أفرقة الهوية الإسلامية هو محاربة الخرافات السائدة حول بدائية الثقافة والحضارة الإفريقية.
ثم ركز الكاتب على خطاب التيار الثوري والذي عمل إحداث تغيرات وتفاعلات جذرية في كل من الدولة والمجتمع بما يمكنه من إقامة المجتمع الإسلامي أولاً ثم يفتح الطريق بذلك أمام الوصول إلى النظام الإسلامي ثانياً، وكان هناك ثلاثة نماذج رئيسية لهذا التيار، وهي: جماعة إخوان نيجيريا، وجماعة بوكوحرام، وجماعة الشباب المجاهدين الصومالية.
وكان دور إخوان نيجيريا و دور مؤسسهم إبراهيم الزاكزاكي تركز في عدة محاور فكرية انطلقت من:
• محورية دور القيادة.
• الهدف الأسمى للحركة هو إقامة دولة إسلامية.
• الاهتمام بعملية الإصلاح الفكري وتغيير عقول الأفراد.
• يمثل المكون الجهادي أحد أركان المشروع الإصلاحي للحركة الإسلامية.
• التأثّر الشديد بالخطاب الشيعي.
أما " بوكو حرام " طالبان نيجيريا والتى انتهجت العنف خاصة بعد اغتيال زعيم الجماعة محمد يوسف، وتحولت من تكفير الدولة إلى تكفير الدولة والمجتمع معاً ، وكانت قد اضطرت تحت الضربات الأمنية التى تعرضت لها في ظل حكم الرئيس الأسبق أوباسانجو إلى أن تتراجع ولكنها بقيت تعمل في الخفاء حتى عادت عام 2006 لتعارض كافة مؤسسات الدولية العلمانية وتطلب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع أنحاء نيجيريا.
وتناول الكاتب نشأة الفكر التكفيري وتطوره في المجتمع النيجيري، فكانت حركة الجهاد الأفغاني ضد الاحتلال السوفيتي وظهور حركة المقاومة الإسلامية بزعامة طالبان هى مؤثر هام وفعال لما حدث في نيجيريا، حيث أشار الكاتب أنه قد تم استنساخ نموذج طالبان الأفغاني على الأراضي النيجيرية عام 2002، وهو ما جعل البعض يصفهم بطالبان نيجيريا.
يمكن النظر إلى نيجيريا باعتبارها النموذج المصغر لواقع القارة الإفريقية بما ينطوي عليها من تعدد في الأديان والأعراق والثقافات، فكان واقع العلاقات المسيحية الإسلامية وتاريخهما في نيجيريا قد اتصفت بالتوتر الشديد في أغلب الأوقات نظراً لاعتبارات أهمية الدين كأحد العوامل الأساسية في الخبرة النيجيرية.
وسرد الكاتب تطور خطاب الشريعة في نيجيريا وجدل تطبيقها في بعض الولايات الشمالية، والدور الذي مارسه الاستعمار الغربي في مواجهة تطبيق الشريعة الإسلامية، والسياسات الاستعمارية من أجل مواجهة المقاومة المستمرة للمسلمين في نيجيريا لإعادة الاعتبار لقوانين الشريعة.
وبالتالى، فإن النموذج المصغر من القارة ممثلاً في الحالة النيجيرية، قد تأثر بجملة من العوامل جعلت من الخطاب الإسلامي تحدياً كبيرا للدولة الإفريقية، وهي:
• إشكالية الديني والسياسي، حيث اصبح الخطاب الديني أحد أدوات التعبئة والتنافس على السلطة.
• التأثر بالخطاب السلفي المعاصر، حيث كان للموروث الفكري والحركى للتقاليد السلفية في الشمال النيجيري وبعض دول الجوار في الغرب الإفريقي بالغ الأثر على بعض حركات الاحتجاج الإسلامي في الوقت الحالي في نيجيريا.
• فساد مؤسسات الدولة، حيث اصبحت الدولة التى عانت من التدخلات العسكرية في السياسة، واستغلال الوظائف العامة لتحقيق تراكمات رأس المال بما يؤدى إلى نموذج الدولة الفاشلة بأى حال من الأحوال، فضلاً عن انتشار الفقر والفساد والبطالة وسوء توزيع الثروة بالرغم ما تمتلكه من ثروات نفطية هائلة.
• المؤثرات الخارجية، ومنها ظهور العديد من نماذج الإسلام السياسي المعادية للغرب ولمؤسسات الدولة المدنية الحديثة مثل نموذج طالبان، وشباب المجاهدين.
أما في الصومال، حركة الشباب المجاهدين وحلم الإمارة في الصومال وإن لم يكن في الحسبان حتى عام 2007، وأشار الكاتب إلى أن تأسيس حركة الشباب الصومالية يرجع إلى عام 2004 حين قامت مجموعة من الشباب الذين تلقوا التدريب العسكري في أفغانستان بعقد مؤتمر في مدينة لاس عنود شمال الصومال من أجل تنظيم جماعة سلفية جهادية، وانطلقت من رفض مبدأ الديمقراطية والحكم البرلماني، واعتبار المؤسسات التي تأتي من خلالها مؤسسات كفرية، والجهاد المسلح المستمر إلى يوم القيامة، والسعي إلى تحرير جميع الأراضي الصومالية، ومواصلة الجهاد بعد ذلك لتحرير جميع المسلمين في شرق إفريقيا، وفي العالم أجمع، وعدم الاعتراف بجميع المؤسسات والمنظمات الدولية، واتخاذها عدو، عدم الاعتداد بمفهوم الوطن والمواطنة.
أما خطاب الهوية والتعامل مع الآخر فكانت أبرز تطوراته وتحولاته بعد دخول الإسلام، من خلال:
• تعريب وأسلمة شمال إفريقيا.
• الهجرات العربية والإسلامية واستقرارها في منطقة ساحل شرق إفريقيا.
• التنافس بين أوروبا المسيحية والدولة الإسلامية من أجل السيطرة على طرق التجارة العالمية.
• تعاظم عملية انتشار الإسلام في المجتمعات الإفريقية.
• نشر المسيحية الأوروبية، وتأثير الاستعمار الغربي في المجتمعات الإفريقية.
• ظهور حركة الوحدة الإفريقية وأيديولوجية الزنوجة.
وختاماً، نتيجة لتعدد تلك الحركات وتطوراتها والتى مثلت التحدي الأكبر لاستمرار ووجود الدولة الإفريقية، فقد خلُص الكاتب إلى أن تيارات التجديد الإسلامي في إفريقيا كان أمامها العديد من القضايا، وهي تحدي الخطاب الإسلامي التقليدي، وتبني خطاب مضاد ومعادٍ للصوفية، وفي نفس الوقت مناهض للمكونات الغيبية التي يقوم عليها هذا الخطاب، والتركيز على قضية التعليم، والاهتمام بكل من العلوم الإسلامية والعصرية، ومعاداة الإمبريالية الغربية، وهوما دفع لتبني الخطاب الراديكالي الذى يؤمن بالعنف كوسيلة لتغيير المجتمع وبناء الدولة الإسلامية.
وفي نفس الوقت، كان للمؤثرات الخارجية من حركات وجماعات، إلى اضطرابات وتوترات سياسية وغيرها بما تشهده الساحة الإقليمية والدولية أثره الذي عمل على تغذية الداخل الإفريقي بما اصبح يشكل التهديد المستمر للهوية والدولة الإفريقية.