30/07/2022
2203 مشاهدة
جمهورية الكونغو الديمقراطية والتي تسمى سابقاً (زائير) وعاصمتها كينشاسا, وستقع في وسط أفريقيا, ويحدّها من الشمال جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان, ومن الشرق أوغندا، رواندا، بوروندي وتنزانيا, ومن الجنوب زامبيا وأنغولا, ومن الغرب جمهورية الكونغو ومن الجنوب الغربي المحيط الأطلسي, ويعتبر ثاني أكبر بلد في أفريقيا من حيث المساحة, والحادي عشر على مستوى العالم؛ اذ يبلغ عدد سكانه أكثر من (80 مليون) نسمة، وتعد في المرتبة الرابعة من حيث عدد سكان أفريقيا(1).
وقد استقلت الكونغو عن بلجيكا في1960م, ودخلت في براثن الصراع العِرقي والحروب الأهلية عام 1994م؛ إذ تأثرت بالأعداد الهائلة للاجئين الهاربين من القتال في رواندا وبوروندي, وقد أطيح بحكومة الرئيس السابق (موبوتو سسيسيكو) على يد (لوران كابيلا) عام 1997م الذي سرعان ما تعرض للإغتيال في كانون الثاني عام 2001م, وخلفه ابنه جوزيف كابيلا رئيساً للدولة وابتدأ حكمه بالتمهيد لإنهاء الحرب(2).
كنا نرى ونسمع بمسألة آكلي لحوم البشر في الافلام والمسلسلات التي تبثها القنوات التلفزيونية؛ أما الآن فاننا نراها حقيقة في احدى دول القارة الافريقية الا وهي الكونغو؛ اذ كشفت شهادة نشرها فريق خبراء في حقوق الإنسان من الأمم المتحدة ارسلوا الى الكونغو للتحقيق في قضية المتمردين والقوات الحكومية الذين ارتكبوا فظائع شملت الاغتصاب الجماعي وأكل لحوم البشر وتقطيع أوصال المدنيين.
ونقل الفريق الذي يحقق في الصراع الذي حدث في (إقليم كاساي) في جمهورية الكونغو الديمقراطية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أنه يشتبه في أن كل الأطراف مذنبة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وذكر في تقرير الخبراء المفصّل الذي يقع في 126 صفحة عن هجمات مروعة وقعت أثناء الصراع الذي اندلع في أواخر 2016م, ويشمل ميليشيات كاموينا نسابو, وبانا مورا والقوات المسلحة الحكومية, وشملت الشهادة روايات عن فتية أجبروا على اغتصاب أمهاتهم, ونساء أجبرن على الاختيار بين الاغتصاب الجماعي أو الموت.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان في الكونغو (ماري أنجي موشوبيكوا) للمجلس "ما حدث في كاساي ببساطة يتعذّر وصفه".
وجاء في التقرير "بعض الشهود تحدثوا عن رؤية أشخاص وهم يقطعون لحوم البشر ويطهونها ويتناولونها..."(3).
وذكر المحقق باكري والي ندايي الى المجلس, أنه كان من المعتقد في البداية أن هناك نحو (86 قبراً) جماعياً؛ لكن الفريق يشتبه بعد إجراء تحقيق على الأرض في وجود مئات القبور الجماعية.
وذكرت وزيرة حقوق الإنسان موشوبيكوا (إن الحكومة تعاونت بشكل كامل مع فريق الخبراء, من أجل كشف الحقيقة؛ لكنها أضافت أن بعض النتائج "مشكوك فيها إلى حد ما" لأن التحقيق أجري على عجل(4).
ولا يزال هناك تهاون من قبل المراقبين الدوليين على هكذا مجازر تحدث امام انظار العالم في الدول النامية, وتبقى مجزرة ساكاي وصمة عار في جبين الانسانية, تضاف الى سجل مخزٍ من الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الافريقي, ومن دون ان يهتز للعالم جفن، أو يرمش له طرف، ومن دون ان يلقى القاتل السفاح جزاء على جرائمه التي يندى لها جبين الانسانية؟!.
------------------
1ـ نقلاً عن: شبكة الجزيرة الإعلامية, (الكونغو الديمقراطية بيانات اساسية).
2ـ نقلاً عن موقع (EURONEWS).
3ـ تقرير فريق خبراء حقوق الانسان في الامم المتحدة.
4ـ نقلاً عن موقع(عربية SKY NEWS).