ملكة الكاكاو ساحل العاج " Côte d'Ivoire"

26/11/2022

5117 مشاهدة

ساحل العاج احدى دول الغرب الأفريقي. تحدها من المشرق غانا، ومن الغرب غينيا وليبيريا ، ومن الشمال مالي وبوركينافاسو ، وتشرف من جنوبها على خليج غينيا والمحيط الأطلسي

عاصمة ساحل العاج السياسية مدينة ياموسوكرو، وعاصمتها الاقتصادية مدينة أبيدجان في الجنوب قرب الساحل.

اللغة الرسمية  في ساحل العاج هي اللغة الفرنسية، ويقدر عدد سكانها بــ 22.671.330 على مساحة أرضها الإجمالية462.322كم2

وسميت بساحل العاج نسبة إلى تجارها الأفارقة  تسميتها كانوا يجمعون أنياب الفيلة ويعرضونها للبيع في أكوام على سواحلها فأخدت اسمها من تجارة العاج[1] .

عملتها هي فرنك وهي العملة المستخدمة في التعامل المادي والتعامل التجاري وفي حركات البيع والشراء في ساحل العاج، و سعر فرنك غرب إفريقيا مقابل مقابل الدولار الأمريكي حوالي 587,67 فرنك.

 

الديانات المنتشرة في ساحل العاج

     الدين الإسلامي هو أكثر الديانات إنتشاراً في ساحل العاج، ويشكل نسبة (38.5%  )من إجمالي عدد السكان، والدين المسيحي( 36.5%) من إجمالي عدد السكان، وهناك حوالي( 11%) من إجمالي عدد السكان يؤمنون بديانات أخرى محلية، وحوالي( 16% )من إجمالي عدد السكان لا يؤمنون بأي من الديانات.

الاقتصاد

     يعتمد اقتصاد ساحل العاج بشكل كبير على السوق الحر والتجارة بين الدول، بالإضافة إلى حرفة الزراعة،؛ إذ تبلغ نسبة الزراعة في ساحل العاج حوالي 82%) ) من إجمالي الدخل القومي للبلاد، ويعمل بها حوالي (70%) من إجمالي عدد السكان في ساحل العاج، ومن بين تلك المزروعات هي زراعة الكاكاو؛ حيث يُصدِّر للعالم حوالي (35% ) من احتياجاته من الكاكاو سنويًّا، وهذا كان نتيجة لسياسات زراعية اتخذها الرئيس الحسن وتارا، عندما تولى السلطة بعد انتخابات 2010م واهتمامه الملحوظ بالقطاع الزراعى[2].

     ويعد موسم حصاد الكاكاو مهماً جدًّا للمزارعين من ابناء ساحل العاج هناك لا سيما فى التجمعات الريفية؛ حيث يسارعون بجنى حبوبها وبيعها بمجرد حلول الموسم وهناك ينمو الكاكاو فى مزارع صغيرة تملكها عائلات يتوارثونها جيلاً بعد جيل، هذه المزارع لا يتجاوز مساحة أكبرها بضعة أفدنة حيث يعيش (3.5)مليون إيفوارى على زراعتها، ولا يتجاوز دخل الفرد منهم سوى ألف دولار سنويًّا، أى حوالى  80) $) شهريًّا فى الوقت الذى يكسب فيه اصحاب المصانع والشركات والتجار وصانعو الشيكولاتة ملايين الدولارات .

فسلسلة الإنتاج الخاصة بتحويل الكاكاو من حبوب إلى لوح شيكولاتة

     تتضمن دورة متعاقبة من التجار والوسطاء والمصدرين  واصحاب المصانع والايدي العاملة عمالها  في هوامش الربح، بينما المزارعون  يمثلون الحلقة الأضعف والاقل ربحا ــ كما هو حال اغلب المزارعين في العالم  ــ في هذه السلسلة برغم أنها الأهم.

 

دول أفريقية اخرى تصدر الكاكاو

     ويشترك مع ساحل العاج في انتاج الكاكاو مجموعة من الدول الأفريقية كدولة غانا التي تحتل مراتب متقدمة فى إنتاج الكاكاو عالميا، والذي ساهم في القضاء على الجوع فيها، بعد  تغيير قانون الضرائب عام 2001م حيث كانت الضرائب على الكاكاو، بوصفها سلعة تصدير رئيسية بلغت 60) % ) من سعر السوق ليحتفظ المزارعون بنسبة 40) %) فقط من قيمة إنتاجهم وأرباحها فتقرر إعطاء المزارعين60)% )من الربح وأتت القرارات ثمارها وتضاعف إنتاج الكاكاو خلال الأربعة الأعوام التالية. بالإضافة الى دعوت كبرى شركات تصنيع الشيكولاتة إلى أكرا وانتقلت بعض شركات تصنيع الحلوى إلى هناك وأقامت مصانع الشيكولاتة.

ونيجيريا تحتل المرتبة الرابعة عالميا في تصدير الكاكاو  وتركز نيجيريا على الزراعة التي يقودها القطاع الخاص لضمان تحقيق الأمن الغذائي.

وبدأت حكومتهم حث مزارعي الكاكاو على عدم الاكتفاء بالتفكير في تصدير المنتج الخام والنظر في تصنيعه، داعيا الشركات المعنية، بالتعاون مع المزارعين والنظر في توفير أسواق لمنتجاتهم.

 والكاميرون ذات المرتبة الخامسة عالميا  في تصدير الكاكاو  إلا ان محاصيل الكاكاو تتأثر بالجفاف وهجمات الآفات.

 

تغير المناخ وزراعة الكاكاو

     وتنبأت اللجنة الدولية للتغير المناخي في تقرير عام 2007م أنه بحلول عام 2020م قد تنخفض الغلة من المحاصيل البعلية فى إفريقيا، والتى تشكل الغالبية العظمى من المحاصيل الإفريقية، بما في ذلك الكاكاو بنسبة قد تصل إلى( 50 % )في بعض الدول، كما توقَّع التقرير نفسه زيادة في درجة الحرارة، وما يرافق ذلك من نضوب في المياه العذبة في منطقة الأمازون بحلول منتصف هذا القرن.

     إضافة إلى ذلك، كشف مركز ليدراخ لأبحاث المناخ في سويسرا بشأن آثار تغير المناخ فى غانا وساحل العاج، بأن مناطق زراعة الكاكاو المثالية ستتحول إلى ارتفاعات أعلى بسبب ارتفاع درجات الحرارة. «المشكلة هي أن معظم غرب إفريقيا منبسط نسبيا، ويخلو من أي مرتفعات» ومن ثم يمكن لتغيرات المناخ، أن تؤدى إلى نقص حاد في المناطق المناسبة لنمو محاصيل الكاكاو.

     هذا فضلا عن أن الفقر الذى تعانى منه الدول الإفريقية المنتجة للكاكاو، تزيد من حدة هذه التحديات. ففي ساحل العاج وغانا يتردد المزارعون في الاستثمار في أشجار ربما لا يرثها أطفالهم، وبالتالي لا يرغب كثيرون منهم في الاستمرار بزراعة الكاكاو، إلا إذا كانت هناك إمكانية لتحسين إنتاجية الشجرة بشكل كبير. فالشباب يهجرون مناطق زراعة الكاكاو إلى مزارع الذرة والمطاط لفقرهم وحاجتهم. فهل سيدرك محبو الشيكولاتة أهمية زارعوها ويمنحونهم بعضا مما تعطيهم من السعادة لينقذوا إنتاجها؟ نأمل أن يفطنوا إلى ذلك قبل فوات الأوان[3].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1]-ظThe World Factbookنسخة محفوظة 26 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.

[2]- ظ  Human Development Indices, Table 3: Human and income poverty, p. 35. Retrieved on 1 June 2009نسخة محفوظة 20 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.

[3] - ظ: http://arabi.ahram.org.eg/News/74813.aspx 

المعرض


ملاحظة/ التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
التعليقات