21/12/2016
5545 مشاهدة
تعتبر أفريقيا القارة الاولى في العالم من حيث مساحة الأراضي الزراعية حيث يبلغ حجم الأراضي الصالحة للزراعة في ما يزيد عن 60% من إجمالي الأراضي حول العالم وعلى مستوى القارة تشكل الأراضي الزراعية حوالي 35% من إجمالي مساحة القارة فمن حيث التربة تتمتع القارة بمستويات ونوعيات مختلفة من التربة الغنية، وكذلك بمواسم زراعية متنوعة
وبالرغم من المساحات الهائلة من الأراضي الزراعة وجودة الأراضي الزراعية الا ان افريقيا لا تحقق سوى 25% من استهلاكها الزراعي وذلك بواقع 7% في مجال الزراعة بشتى انواعها الانتاجية حيث يتم زراعة 179 مليون هكتار بالمحاصيل الحقلية وحوالي 14 مليون هكتار من المحاصيل الشجرية وذلك لا يشكل سوى القليل من امكانية افريقيا الزراعية ويرجع ذلك لأسباب عديدة منها سوء توزيع الأراضي الزراعية وعدم امكانية الشباب على الحصول بسهولة على مساحات الأراضي الزراعية وكذلك صعوبة الحصول على التمويل اللازم للنشاط الزراعي
وبالرغم من ان النشاط الزراعي في افريقيا يعتبر نشاط واعد وذلك بسبب ان القطاع الزراعي يعتبر العمود الفقري لمكون الحياة الاقتصادية والمعيشية للشعوب الافريقية الا ان حجم الانفاق على هذا القطاع يعد فقيراً جداً بالمقارنة بحجم الانفاق على قطاعات اخرى لا تشكل اهمية كبرى في افريقيا مثل الزراعة
والجدير بالذكر ان قارة افريقيا قارة شابة حيث أن حوالي 65 في المئة من سكان أفريقيا تحت سن 35 عاما، وأن عشرة ملايين شاب ينضمون للقوة العاملة كل عام مما ينذر ان لابد ان تمضي افريقيا قدماً نحو تطوير اليات العمل التي تستوعب عدد أكثر من الشباب ولذلك في عام 2015 أصدر الاتحاد الأفريقي إعلانا عن مضاعفة الإنتاج الغذائي، والحد من الفقر إلى النصف بحلول عام 2025
الامتيازات الافريقية في المجال الزراعي
-الموارد مياه
-انواع التربة
-الثروة الحيوانية
-أيدي عاملة
-منتجات زراعية
اولاً المياه:
ان الماء هو اساس الحياة وجوهر وجودنا في هذا الكون ولذلك تكون عوامل استقرار الشعوب والدول باستقرارها في الموارد المائية وقد حبا الله افريقيا بموارد مائية على جميع اشكالها فأفريقيا غنية بالأمطار وكذلك بالأنهار مما جعل باطن ارضها غنية بالمياه الجوفية حتى في المناطق الصحراوية القاحلة تكون هذه المناطق برغم قساوتها فوق الارض وجفافها الا انها غالباً ما تكون غنية في باطن الارض بمياهها الجوفية فقد تمكن من وضع خريطة توضح توزيع وحجم كميات هائلة من المياه في جوف الصحراء الكبرى واجزاء اخرى من القارة الافريقية.
واكد العلماء ان هذه الكمية موجودة على عمق يصل الى خمسة وسبعين مترا داخل طبقات صخرية قديمة امتلأت منذ نحو خمسة الاف سنة
ويقول العلماء إن مصادر المياه الجوفية هذه يمكن ان توفر ما يكفي من الاستهلاك البشري والزراعة في افريقيا كلها
الانهار
تعتبر قارة افريقيا من أكبر القارات من حيث المساحة وتمتد فيها انهار كثيرة وبها اطول انهار الارض ولكنها للأسف تصب في نهاية كل نهر في محيط او بحر لعدم الاستفادة الكاملة من مياهها العذبة
أولاً :أنهار تصب في المحيط الأطلسي والبحر المتوسط
اسم النهر
طول النهر بالكيلو متر
مساحة الحوض بالكيلو متر المربع
ثانيا:أنهار تصب في المحيط الهندي
اسم النهر
طول النهر بالكيلو متر
مساحة الحوض بالكيلو متر المربع
هذا وأن هناك أنهاراً أخرى غير منتظمة الجريان كنهري جوبا وشبيلي في الصومال وتانا في كينيا، وروفيجي في تنزانيا وجوبنتر في جنوب أفريقيا، أما نهر النيل يصرف مياهه بعد أن يقطع مسافة قدرها حوالي (6671 كم) من منبعه في حوض بحيرة فكتوريا وبحيرة تانا في اثيوبيا فتصب مياهه في البحر المتوسط، كما تصب أنهار تونس والجزائر مياهها في البحر المتوسط أيضا.
ثانيا: أنواع التربة الزراعية في افريقيا
تتمتع القارة الافريقية بنوعيات مختلفة من التربة الغنية، وكذلك بمواسم زراعية متنوعة، وتشكل الأراضي الزراعية ذات الإمكانيات الإنتاجية المرتفعة نسبة 8% من مساحة القارة، حيث تبلغ مساحتها 2300000 كم2، منها 700000 كم2 أراضي ذات إمكانيات ممتازة تتركز في الهضبة الإثيوبية ودلتا نهر النيل، و1600000 كم2 ذات إمكانيات جيدة وتتركز في وسط وجنوب شرق القارة وفي بعض مناطق الغرب.. وتصلح هذه الأراضي لإقامة زراعات استوائية معيشية أو مروية وكذلك زراعات نقدية نخيل الزيت والقطن والكاكاو والفول السوداني والقهوة والتبغ وزراعات الحبوب وأشجار مثمرة أما الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية الجيدة فتشكل نسبة 35% من مساحة القارة وتقدر مساحتها بـ 12900000 كم.
وتتوزع بين الشريط الساحلي لشمال القارة ووسطها وجنوبها الشرقي، منها 700000 كم2 أراضي ذات إمكانيات جيدة و1600000كم2 ذات إمكانيات متوسطة إلى جيدة، و8200000كم2 ذات إمكانيات جيدة نسبيا ، وتصلح هذه الأراضي لإقامة زراعات مروية وأشجار مثمرة ،وزراعات نقدية (نخيل الزيت وقطن وكاكاو وفول سوداني) ، كما تصلح كمراعي للمواشي.
وتبلغ نسبة الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية المتوسطة 17% من مساحة القارة بمساحة تقدر بـ (17900000 كم2)، وتصلح هذه الأراضي لزراعة الأشجار المثمرة، وزراعات مروية (خضروات)، زراعات معيشية شوفان وذرة وزراعات نقدية فول سوداني وقطن وتبلغ مساحة الأراضي ذات الإمكانيات الإنتاجية الضعيفة في مجال الغذاء 27000000 كم2.
ثالثًا: الثروة الحيوانية
تنتشر المناطق الخضراء الطبيعية في افريقيا خاصة جنوب الصحراء مما تجعلها قارة غنية في المراعي الطبيعية التي تجعلها اغنى قارة من حيث الثروة الحيوانية وبرغم انه تنتشر الحشائش في معظم افريقيا وخاصة في المناطق التي تعيش فيها حيوانات القارة وهي على مساحة ب 833 مليون هكتار أي ما يزيد على ربع مساحة مناطق الحشائش في العالم وعلى الرغم من هذه الامكانيات الكبيرة والعدد الكبير لمختلف انواع الحيوانات التي تعيش فيها الى انها لا تشكل موردا اقتصاديا كبيرا ولاتدخل على نطاق واسع في التجارة الدولية ويعود ذلك الى ان معظم الرعي هو رعي تقليدي يخضع لظروف البيئة الطبيعية كذلك العادات والتقاليد التي تتحكم في الانسان الافريقي واقتصاده وذلك ان معظم الثروة الحيوانية في يد القبائل الافريقية التي من صفاتها وفي عاداتها وتقاليدها ان العزوة في القبيلة للعدد الاكبر في رؤوس الاغنام ومثال على ذلك دولة جنوب السودان التي يتباهى فيها القبائل بعدد مواشيها وامتلاكها من المواشي ولكن الامل اصبح يدق في دول افريقية بعينها فأصبح هناك دول ينتشر فيها الرعي التجاري مثل دولة جنوب افريقيا وكينيا
وكذلك الثروة الحيوانية في افريقيا تواجه معوقات كثيرة اهمها الامراض الكثيرة التي تصيب الحيوانات كأمراض تنتشر في مراعي الثروة الحيوانية ومن اهم الامراض الكثيرة التي تصيب الحيوانات كمرض التريباتو الذي تسببه ذبابة التسي تسي trypanosomlasis
وكذلك المناخ يشكل عائقا في وجه تطوير الانتاج الحيواني أذ يؤثر على سرعة تلف المنتجات الحيوانية التي تعيش في القارة الافريقية يوضح عدد الحيوانات وانواعها في قارة افريقيا والتي يفوق عددها عن 450 مليون راس من الماشية .
رابعًا: الأيدي العاملة
تعتبر افريقيا اقدم قارة من بين قارات العالم ولكنها تعتبر قارة شابة فمعظم دول القارة الافريقية نسبة الشباب فيها كبير جداً الا ان البطالة السمة الأساسية التي تراها في هذه الدول وذلك لان الدول الافريقية حتى الان لم تعمل برامج لجلب هذه الايدي العاملة الشابة المتوفرة لديها ومن اهم المجالات التي تحتاج لأيد عاملة كثيرة هي الزراعة وبرغم ذلك لم يتم تنشيط هذا المجال في القارة الافريقية لاستيعاب العدد الهائل من الشباب المتوفر في يد الدول الافريقية جنباً الى جنب مع توافر المراعي والأراضي الزراعية الكافية لاستيعاب الشباب .
خامسًا: المنتجات الزراعية
تمتاز افريقيا ان لها منتجات زراعية فريدة وبجودة عالية دون عن باقي قارات العالم فهناك بعض المنتجات الزراعية التي تحتاج الى بيئة حارة ورطبة او مطيرة في نفس الوقت وتمتاز افريقيا بهذه البيئة.
ومن اهم ما يميز القارة هي زراعة وانتاج القطن طويل التيلة وبكميات تقرب بـ 700 الف طن في العام اي ما يعادل 7% من اجمالي الانتاج العالمي وكذلك انتاج الكاكاو كما انها تنتج 200 الف طن من الشاي بما يعادل 12% من الانتاج العالمي و 1.5 مليون طن من القهوة بما يعادل 22% من انتاج العالم وكذلك البن وكذلك انتاج قصب السكر وتمتاز ايضاً بإنتاجها زيت النخيل و الفول السوداني و من المطاط الطبيعي والتبغ بإنتاجيات تمتاز كثيراً بمعدلها المرتفع من الانتاج العالمي وتحتل السودان المرتبة الاولى على مستوى العالم من انتاج الصمغ العربي كما ان قارة افريقيا تنتج كافة انواع الفاكهة كالحمضيات والتفاح والموز والاناناس والمانجو وجوز الهند والتين والعنب والخوخ والمشمش وغيرها من الفاكهة الاخرى وبكميات كبيرة يتم تصدير بعضها لخارج القارة.
التوصيات
مما سبق يتضح لنا ان افريقيا من حقها ان تكون القارة الرائدة في مجال الزراعة وهي بالفعل كما يقال عنها سلة الغذاء العالمي الا انها لم تقم بإجراءات حقيقية على ارض الواقع لتكون القارة الاولى في هذا المجال وبناء عليه فينبغي لهذه القارة ان تجتمع تحت مؤسسة زراعية او تكتلات زراعية على غرار التكتلات الاقتصادية الموجودة بالفعل كالكوميسا والساداك لتقيم الوضع الزراعي وتستفاد من منتجاتها ومميزاتها الزراعية وثرواتها الزراعية بشكل يحقق لها التنمية المستدامة في هذا المجال
ينبغي تناول موضوع السوق المشتركة الزراعية في أفريقيا بطريقة منهجية، عن طريق تنفيذ الإصلاحات السياسية والمؤسسية اللازمة تدريجياً. وفي الوقت نفسه ينبغي اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف القيود المتعلقة بالإنتاج الزراعي وعمل برامج تثقيفية للقبائل الافريقية المتحكمة في الثروة الحيوانية وكذلك برامج تثقيفية في الاستهلاك والمهم انشاء اتحاد زراعي على غرار الاتحاد الاقتصادي فان أي جهد نحو تكامل السوق ينبغي ان تقام من خلال تكامل اقتصادي وزراعي .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
FAO 2001. African Economic Integration and Food Security
FAO 2000a. Agriculture, Trade and Food Security: Issues and Options in the WTO Negotiations From the Perspective of Developing Countries, Report and papers of an FAO Symposium held at Geneva on 23-24 September 1999. Rome.
FAO 2000b. Agriculture: Towards 2015/30, Technical Interim Report. Rome.
FAO. 1997. Benefits and Problems of Promoting Sub-Regional Food Trade. AFMESA/FAO Workshop, Harare, Zimbabwe, 18-21 November 1997. Rome.
منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية (الفاو).
المجلس العالمي للتنمية المستدامة.
الصندوق الدولي للمحافظة على البيئة.
تقرير: محمد عز الدين
باحث متخصص في الشأن الافريقي / جامعة القاهرة
ورئيس مؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية