10/10/2017
2188 مشاهدة
"التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم"؛ هكذا كانت قناعات هذا الزعيم الذى دفع سنوات من عمره سجينا من أجل حماية تاريخ شعب جنوب أفريقيا، وناضل ضد العنصرية ونادى بالمساواة بين أبناء البلد الواحد.. إنه ذلك الرجل صاحب البشرة السمراء الزعيم "نيلسون مانديلا" الذى يعد رمزا لمكافحة التمييز العنصرى فى العالم.
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مولده ونشأته
اسمه بالكامل "نيلسون روليهلالا مانديلا"، ولد يوم 18 يوليو عام 1918م في قرية "ميزو" بمنطقة ترانسكاي، وكان “مانديلا” أول من تلقى التعليم في عائلته، فاكتسب اسم “نيلسون” من معلمه الذي وجد صعوبة في نطق اسم “روليهلاهلا”، بعد أن كان يُعرف باسم قبيلته “ماديبا”.
توفي والد مانديلا وهو لا يزال في التاسعة من عمره، فكان عمه هو المسئول عنه حتى أكمل تعليمه وحصل علي شهادة في الحقوق من جامعة جنوب أفريقيا، كما استكمل بعد ذلك دراسته في القانون بجامعة ويتووترسراند.
تزوج مانديلا من زوجته الأولى إيفيلين ماس عام 1944م، ولكنهما انفصلا عام 1957م بعد أن أنجب منها ثلاثة أطفال، وفي عام 1958م تزوج من ويني ماديكيزيلا التي كان لها دوراً نشطاً في حملة طالبت بإطلاق سراح زوجها من السجن، إلا أنهما انفصلا عام 1992م ليتزوج وهو في الثمانين من العمر بأرملة رئيس موزمبيق غراسا ماشيل.
نشأ مانديلا في أجواء سياسية تنكر الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للأغلبية السوداء في جنوب أفريقيا، مما كان له أثر كبير في تكوين شخصيته المعارضة لنظام الحكم في جنوب أفريقيا، وفي عام 1942م انضم إلى المجلس الأفريقي القومي الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب السنغال.
تشبع بأفكار “الوطنية الأفريقية”، واعتمد فلسفة نبذ العنف في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي في جامعة “فورت هير”، بمنطقة كايب تاون. واصل دراساته العليا بتحضير شهادة في الحقوق في جامعة “ويتوارساند”، حيث تعرف بمجموعة من الطلبة الذين أصبحوا بعد ذلك مناضلين بارزين في سبيل الكفاح ضد العنصرية
متاعبه الأولى مع القضاء
في 6 نيسان/أبريل 1952، أقدم نظام التمييز العنصري على اعتقال 8500 مناضل من “المؤتمر الوطني الأفريقي” في أعقاب مظاهرة عارمة في شوارع جوهانسبرغ. وصدر حكم بالسجن تسعة أشهر مع وقف التنفيذ في حق نيلسون مانديلا.
ولم تقتصر أولى متاعب الزعيم الأفريقي مع القضاء على هذا الحدث. ففي 5 كانون الأول/ديسمبر 1956، اعتقلت سلطات نظام التمييز العنصري 156 مناضلا من “المؤتمر الوطني الأفريقي” بينهم مانديلا، وتم الإفراج عنهم جميعا بعد محاكمة استغرقت أربع سنوات.
مجزرة شاربفيل
كان مانديلا في البداية يدعو للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، لكن في 21 آذار/مارس 1960، أطلقت الشرطة على مظاهرة شارك فيها 5000 من السكان السود في حي شاربفيل الفقير، ما أسفر عن وقوع 69 قتيلا. وشكلت هذه الصفحة الدامية منعرجا هاما في مسار نيلسون مانديلا السياسي وفي كفاحه ضد سياسة التمييز العنصري، إذ دفع به إلى حد القطيعة مع فلسفة نبذ العنف وانتهاج الكفاح المسلح عبر إنشاء الجناح العسكري "للمؤتمر الوطني الأفريقي".
السجين رقم 466/64
أصبح نيلسون مانديلا أحد أبرز السياسيين في العالم الذين ناضلوا من أجل نظام ديمقراطي في جنوب أفريقيا يعتمد على التعددية العرقية بدلاً من التمييز العنصري، مما عرضه للاعتقال أكثر من 27 عاماً في السجون.
بدأ نيلسون مانديلا سنوات السجن المؤبد في 1964 في زنزانة جزيرة روبن آيلاند حيث قضى 18 من مجموع 27 سنة، قبل أن ينقل في 1982 إلى سجن بولسمور حيث الحراسة المشددة. ومع استمرار سنوات السجن، أصبح الزعيم الجنوب الأفريقي رويدا رويدا يمثل أكثر من غيره في عيون الرأي العام الدولي الرمز المثالي للكفاح ضد التمييز العنصري.
وأمام تزايد الضغط الدولي، اضطرت سلطات نظام التمييز العنصري في كانون الأول/ديسمبر 1988 إلى إخراج مانديلا من السجن ووضعه رهن الإقامة الجبرية.
الترويج للسلام ونوبل
في 11 فبراير عام 1990م تم إطلاق سراح “مانديلا” بأمر من رئيس الجمهورية “فريدريك ويليام دى كليرك”، ولعب دوراً بارزاً في الترويج للسلام بمناطق أخرى تشهد صراعات ليحصل بذلك علي جائزة نوبل للسلام عام 1993م.
توليه رئاسة جنوب أفريقيا
شغل مانديلا عقب إطلاق سراحه منصب رئيس المجلس الأفريقي خلال الفترة (يونيو 1991- ديسمبر 1997)، كما أصبح أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا عام 1994م وخلال فترة حكمه شهدت جنوب أفريقيا انتقالاً كبيراً من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية.
منذ تنحي نيلسون مانديلا عن منصب الرئيس عام 1999م، أصبح أبرز سفير لجنوب أفريقيا وشارك في العديد من الأنشطة العامة حيث نظم حملات ضد مرض نقص المناعة المكتسب “الايدز”، كما عمل على حصول جنوب أفريقيا على حق استضافة بطولة كأس العام عام 2010م.
إلا أن السياسي المخضرم “نيلسون مانديلا” أعلن عام 2004م اعتزاله الحياة العامة ليتسنى له قضاء المزيد من الوقت مع عائلته وأصدقائه، ولم يظهر بعد ذلك سوى مرات قليلة.
وفاة نيلسون مانديلا
هّز نبأ وفاة الرئيس العظيم نيلسون مانديلا العالم، حيث خيّمت غيمة الحزن والفقد على العالم بأسره في تاريخ 5 ديسمبر من عام 2013 عن عمر يناهز 95 عاماً في منزله بجوهانسبورغ، وشيّع جثمانه في جنازة رسمية ونكسّت أعلام البلاد حينها أطل رئيس جنوب إفريقيا الحالي جاكوب زوما على بلاده عبر شاشة التلفزيون قائلاً بأن جثمان أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا سيشيع في جنازة رسمية وأن أعلام البلاد ستنكس، وكما قال: "مواطني جنوب إفريقيا .. رحل حبيبنا نيلسون مانديلا الرئيس المؤسس لبلدنا الديمقراطي .. فاضت روحه إلى بارئها بسلام في منزله.
من أقوال مانديلا
- التسامح الحق لا يستلزم نسيان الماضي بالكامل.
- بواسطة إطلاق وميض الضوء لدينا، نحن نقدم للآخرين فرصة للقيام بنفس الأمر.
- أنا لست حراً حقا إذا اخذت حرية شخص آخر.. المظلوم والظالم على حد سواء قد جردو من إنسانيتهم.
- أن تكون حرا ليس مجرد التخلص من القيود بل هو أن نعيش بطريقة تحترم وتعزز حرية الآخرين.
- لصنع السلام مع عدو، لا بد من العمل مع العدو، وهذا العدو يصبح شريكك.
- الرجل الذي يحرم رجلاً آخر من حريته هو سجين الكراهية والتحيز وضيق الأفق.
- نحن لسنا أحرارا بعد، نحن فقط وصلنا لحرية أن نكون أحراراً.
- لا أحد منا يمكن أن يحقق النجاح بأن يعمل لوحده. تعلمت أن الشجاعة ليست غياب الخوف، ولكن القدرة على التغلب عليه.
- المقاتل لأجل الحرية يتعلم بالطريقة الصعبة أنه الظالم هو الذي يحدد طبيعة الصراع، وغالباً مالا يجد المستضعف بديلاً سوى استخدام نفس أساليب الظالم.
- الرجال الذين يأخذون مخاطر كبيرة ينبغي أن يتوقعو غالبا تحمل عواقب وخيمة.
- الصدق، والإخلاص، البساطة والتواضع، والكرم، وغياب الغرور، والقدرة على خدمة الآخرين وهي صفات في متناول كل نفس هي الأسس الحقيقية لحياتنا الروحية.
- لا تنس أبدا أن القديس هو خاطئ يحاول أن يصير أفضل. فلتحكم الحرية.. فلم تغرب الشمس على إنجاز إنساني أعظم مجداً.
- في كثير من الأحيان، قد يستسلم الثوار من الماضي إلى الجشع، واستسلمو لإغراء مصادرة الموارد العامة للثراء الشخصي.
- سنعمل معا لدعم الشجاعة حيث هناك خوف، لتشجيع التفاوض عندما يكون هناك صراع، وإعطاء الأمل حيث يوجد اليأس.
- التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم.
- أي رجل أو مؤسسة يحاول سرقة كرامتي سوف يخسر.
- رأس جيدة وطيبة القلب هي دائما مزيج رائع.
- إذا كنت تتحدث إلى رجل بلغة يفهمها، يذهب كلامك إلى رأسه.. إذا كنت تتحدث معه في لغته، يذهب كلامك إلى قلبه.
- دائما يبدو مستحيلا حتى يفعل.
- بعد تسلق تلة كبيرة، يجد المرء أن هناك العديد من التلال الأخرى يجب صعودها.
- يجب علينا أن نستخدم الوقت بحكمة وأن ندرط دائما أن الوقت قد حان لفعل ما هو حق.
- في بلدي نذهب إلى السجن أولا ثم نصبح رئساء.
- أنا أمقت العنصرية، لأنني أعتبرها شيئا الهمجية، سواء جائت من رجل أسود أو رجل أبيض. أبدا، أبدا أبدا لن تشهد هذه الأرض الجميلة مرة أخرى اضطهاد البعض للآخرين.
- إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا لديها أنتخابات فانها لا تسأل عن مراقبين من أفريقيا أو من آسيا.. ولكن عندما يكون لدينا أنتخابات، فهم يريدون إرسال مراقبين.
- لم أكن المسيح، ولكن رجلا عاديا أصبح زعيما بسبب ظروف استثنائية.
- يجب أن يكون هناك عمل الخبز ماء وملح للجميع.
- أحلم بأفريقيا تعيش في سلام مع نفسها. الشجعان لا يخشون التسامح من أجل السلام.
- لا يوجد بلد يمكن أن تتطور حقا ما لم يتم تثقيف مواطنيها.
- التعاطف الإنساني يربطنا ببعضنا ليس بالشفقة أو بالتسامح، ولكن كبشر تعلموا كيفية تحويل المعاناة المشتركة إلى أمل للمستقبل.
- إذا كان هناك بلد ارتكب فظائع لا توصف في العالم، فهو الولايات المتحدة الأمريكية.
- أقف هنا أمامكم لا كنبي، ولكن كخادم متواضع منكم، أيها الناس.
- لا يمكننا أن يقتل بعضنا البعض.
- أنسى الماضي.
- إنه من الحكمة إقناع الناس أن تفعل أشياء وجعلهم يعتقدون أنها كانت فكرتهم الخاصة.
- خلافا لبعض السياسيين، يمكنني أن أعترف بالخطأ.
- عندما يبدأ الماء بالغليان فمن الحماقة إطفاء الحرارة.
- اعط الطفل الحب والضحك والسلام، وليس الإيدز.
- لقد تقاعدت، ولكن إذا كان هناك أي شيء من شأنه أن يقتلني فهو أن أستيقظ في الصباح وأنا لا أدري ماذا سأفعل.
- الاستسلام لليأس هو السبيل إلى الإخفاق والموت المحقق.
- الحرية لا تعطى على جرعات فالمرء اما أن يكون حراً أو لا يكون حراً.
- السجن نقطة سكون في عالم متحرك.
- الظلم يسلب كلاً من الظالم والمظلوم حريته.
- كان يجب علينا احترام الحكومة بما وفرته علينا من فرص لتحصيل العلم.
- لا شيء في السجن يبعث على الرضا سوى شيء واحد هو توفر الوقت للتأمل والتفكير.
- لم يكن تفوقي بالمدرسة نتيجة لنبوغي بل لإصراري وتصميمي على النجاح.
- يقال إنما تعرف الأمم بسجونها، إذ ينبغي الحكم على أمة ما من خلال معاملته الأدنى مواطنيها وليس لأرقاهم.
- إن المرء قد يصل في لحظة معينة إلى الإيمان بأن مصدر الظلم لم يعد في الخارج بل في داخله هو نفسه.
- إننا لا نخاف من تجربة أي شي جديد لكننا في الواقع نخشى أن نعرف مدى قوتنا على تحقيق المستحيل.
- إني أتجول بين عالمين، أحدهما ميت والآخر عاجز أن يولد، وليس هناك مكان حتى الآن أريح عليه رأسي.
- في السجن تصبح الذاكرة خليلاً وعدواً في آن واحد.
-----------------------------------------
المصدر:المركز العراقي الافريقي للدراسات الاستراتيجية