"الاستثمار الأجنبي في مورشيوس" L'investissement Étranger à l'Île Maurice

25/06/2022

2297 مشاهدة

              تعتبر موريشيوس(1) التي وصفها مارك توين(2) بأنها جنة الله على الأرض، والتي اكتشفها العرب ولكن لم يسكنوها، وهي من أسموها (جزر الواق واق) بينما من اطلق عليها الاسم الحالي هم الهولنديون فى القرن السادس عشر, وتعتبر أغنى وجهة إفريقية في العالم، فهي بمثابة جنة استوائية تضم العديد من الأنشطة التي يمكن القيام بها, وتعتبر (بورت لويس)، العاصمة الحديثة لهذه الجزيرة التي تبلغ مساحتها 38 × 29 ميلاً، ويوجد فيها ميناءً حيويًا يتميز بواجهة مائية نشطة وسوقًا مزدحمة, إلا أن معظم الزوار ينجذبون نحو مناطق المنتجعات ذات الطبيعة الخلابة مثل (مونت تشويسي, وترو أو بيتشيز الهادئ, وفليك إن فلاك) الأكثر شهرة هناك, وكذلك يعتبر نهر ريفيير نوار مكانًا مثاليًا لمن يتوقون إلى الصيد في أعماق البحار.

 

اذ نجد ان عدد سكان مورشيوس لا يزيدون عن (1.5) مليون نسمة, ولكن فى تنوع سكاني؛ اذ تعيش فى تناغم وإنسجام, ومن حيث الديانة, فهي تضم هندوس, ومسيحيين, ومسلمين, ويمثل الهندوس فيه نحو 50 % والمسيحيين 27% والمسلمين 17 %, فهو مجتمع إنساني متجانس, ويعيش واقعاً عملياً من التنوع والتعددية بمثابة حقل إرشادي للإنسانية لكثير من مجتمعات العالم.

 

ويلاحظ العديد من الباحثين, والخبراء الاقتصاديين يؤمنون بأن افريقيا هي قارة المستقبل, وذلك لتوافر العديد من الفرص الاستثمارية المتميزة, وفيها يسهل ممارسة الاعمال التجارية والأنشطة الاستثمارية، اضافةً الى انخفاض التكاليف مقارنة بمختلف دول العالم, وكذلك ضعف المنافسة التي هي من اهم العوامل لنجاح اي نشاط استثماري(3).

 

ولأول مرة في التاريخ نجد دولة تعتبر من أعلى دول أفريقيا في مستوى المعيشة, حيث يبلغ دخل الفرد الواحد فيها (9 آلاف) دولار، ويقوم اقتصاد هذا البلد الرائع ذو الطبيعة الخلّابة بشكل اساسي على السياحة, وصناعة المنسوجات وإنتاج السكر, وفي السنوات الاخيرة اظهرت الحكومات اهتمامًا بالغًا بقطاعي الطاقة المتجددة, وتكنولوجيا المعلومات، هذا وفقًا لتقرير "سهولة ممارسة أنشطة الأعمال 2013م" فإن موريشيوس نجحت في تعديل سياسات نقل الملكية بشكل سريع حيث كان الأمر يستغرق (210 يوم) في الماضي, و(15 يوم) الآن وهو الامر الذي سهل كثيرًا علي المستثمرين، وايضًا نجحت في تعزيز الاستثمارات والأعمال التجارية عن طريق تسهيل الوصول إلى المعلومات الائتمانية.

 

والجدير بالذكر ان موريشيوس ومنذ العام ٢٠١٢م, وهي تتنقل من تصنيف ايجابي لأخر في تقارير البنك الدولي السنوية الخاصة بسهولة اداء وممارسة انشطة الاعمال وتقبع حاليًا في المرتبة الـ (٤٩) على مستوي العالم, وهي الاولى علي المستوي الافريقي(4).

-------------------

1ـ اكتشفت دولة موريشيوس على أيدي العرب قديماً, ثم البرتغاليين في أوائل القرن السادس عشر، وكانت عبارة عن مجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة بالسكان في وسط المحيط الهندي، وظلت كذلك إلى أواخر ذات القرن السادس عشر، حيث أنشأ الهولنديون أول مستعمرة على الجزيرة وبدأوا في إعمارها, وبعد رحيل الهولنديين استعمر الفرنسيون موريشيوس, وأسسوا بورت لويس العاصمة الحالية كميناء تجاري، وبعد هزيمة نابليون استولى البريطانيون على الجزر وأسسوا قاعدة لهم منذ بدايات القرن التاسع عشر، وأعلنت موريشيوس استقلالها عام 1968م.
2ـ كاتب امريكي ساخر, توفي عام 1910م.

3ـ نقلا عن موقع المعرفة: https://www.marefa.org

4ـ نقلاً عن موقع قياس أنظمة أنشطة الاعمال: http://arabic.doingbusiness.org

المعرض


ملاحظة/ التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
التعليقات