اخر التقارير


من اوباما الى ترامب: هل من ملامح للتغيير في السياسات الامريكية تجاه القارة السمراء؟

     تستحوذ الانتخابات الرئاسية الامريكية دائماً على اهتمام العالم اجمع نظراً لمكانتها في ميزان القوى العالمي، وفي هذا السياق استحوذت ايضاً على  اهتمام القارة الافريقية التي بدأت الباحثة تقريرها بصورة طريفة لمجموعة من رجال قبائل الماساي وهم يلتفون للإستماع لنتائج الانتخابات الامريكية.
     الطريف في الموضوع أن فوز دونالد ترامب جاء في مجلة الـ Foreign policy  تحت عنوان أسوأ احداث عام 2016. إذ ثارت حالة من الترقب حول مستقبل العالم والولايات المتحدة الأمريكية، خاصة مع عدم تقديمه مجموعة مترابطة من السياسات لدفع عجلة المصالح الأمريكية، مما دفع ابرز خبراء الامن الوطني (وكثير منهم خدم في عهد جورج دبليو بوش) القول بأن ترامب سيكون تهديدا للأمن الوطني ، واصفين اياه"بالرئيس الأكثر استهتارا في التاريخ الأميركي".
     وفي هذا السياق ثارت حالة من الجدل والشكوك في القارة الأفريقية، حول السياسات التي يمكن ان ينتهجها ترامب سواء في مجال مكافحة الإرهاب او التجارة او المساعدات الإنسانية او تغير المناخ، فضلاً عن قضايا حقوق الإنسان، والموقف المنتظر من التحول الديمقراطي والأنظمة السلطوية، والتي لم تحظى بإهتمام واسع لدى ترامب، مع تصريحاته العنصرية وخاصة تجاه المسلمين، الذين يمثلون نسبة لا يستهان بها في أغلب الدول الافريقية، وذلك بعد الآمال الكبيرة التي وضعها الأفارقة في اوباما أثناء ولايته.
وبالرغم من إجماع اغلب الباحثين على صعوبة التنبؤ بمآلات السياسات الامريكية إلا أن هناك مجموعة من المحددات التي تضع لنا بعض المؤشرات بشأن السياسات الامريكية المستقبلية تجاه كافة الملفات الأمنية والسياسية والإقتصادية، وما يرتبط بذلك من التركيز على اي نوع من القوى سواء القوة الناعمة او القوة الصلبة او الجمع بينهما "القوة الصلدة".

أولاً: مكانة افريقيا لدى أسلاف ترامب:
     افريقيا لها مكانة هامة في العالم بشكل عام، وللولايات المتحدة بشكل خاص نظراً لغنى القارة بالموارد، خاصة النفط، ففي العقديين الماضيين اجمع كلينتون وبوش وأوباما، على أهمية ومكانة افريقيا، واستحقاقها لاهتمام الولايات المتحدة والاستثمار.، لأهميتها الاقتصادية والاستراتيجية للأمن القومي الامريكي، وإن اختلفت أدوات كلاً منهما لتحقيق المصالح الأمريكية بين القوة الصلبة والقوة الناعمة أو الجمع بينهما، فتم إقرار قانون التنمية والفرص في أفريقيا (أغوا)، برنامج بوش الطارئ للإغاثة من الإيدز (بيبفار)، وإنشاء مؤسسة تحدي الألفية (MCC)، وفي الآونة الأخيرة، تمرير قانون الطاقة أفريقيا، وقانون الأمن الغذائي، وتمديد قانون النمو والفرص، ولكن ما سيتغير في هذه الأوضاع بوصول ترامب للسلطة؟!سنرى...

ثانياً: المحددات: المؤسسية في مقابل خلفية اقتصادية وعوامل نفسية:
     بالرغم من أن الولايات المتحدة الامريكية، هي دولة مؤسسات تمتلك مؤسسة الأمن القومي الأميركي هي مؤسسة هرمية تقوم على الضوابط والموازنات، فإن ثمة حقيقة أخرى؛ مفادها أن الرئيس يتمتع بصلاحيات واسعة جداً في فضاء السياسة الخارجية مقارنة بفضاء السياسة الداخلية. فلا توجد أي مؤسسة أخرى، بما في ذلك الكونجرس، قادرة على إلزام الرئيس بفعل شيءٍ لا يريده في مجال السياسة الخارجية، مثل استخدام القوة، أو توقيع معاهدة أو اتفاقية تجارية، أو إرغامه على دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان في اي مكان من العالم.
رئيس أمريكي جديد ،وهو ليس دبلوماسيا ولا جندياً ولكن رجل أعمال وسياسي من الهواة الذين تحدوا الصعاب، الذي ذهب بطريقته الخاصة، ليفوز بأقوى منصب في العالم! ولنفهم الشعبية السياسية التي حصل عليها دونالد ترامب، ومحاولة التنبؤ بتأثير ذلك على قارتنا السمراء، يجدر بنا أن نعود إلى نظرية فرويد ودورها في تشكيل الهوية، والتي تكون بمثابة التنويم المغناطيسي، إذ تجعل المواقف الاجتماعية تحل محل الضمير والاخلاق ، وهنا تعتمد اليمينية الشعبوية التي يمثلها ترامب على تشكيل وعي اتباعها ليبدوا كما لو أنهم فاقدي الوعي. فبعد فشل الليبراليين في التوافق مع الطبقة العاملة، ومع كثرة الانتقادات للسياسات والممارسات التجارية التي رآها الأمريكيين غير عادلة، ظهر ترامب ليكرر في اغلب خطاباته "انه سيعيد امريكا العظمى مرة أخرى" وهو ما سيترك بظلاله على مستقبل الملفات المشتركة بين افريقيا والولايات المتحدة، وستساعد على فهم اللهجة العنصرية ضد الافارقة والمسلمون، وبالنسبة للمصالح الاستراتيجية في افريقيا، تشير جميع المؤشرات بالاتجاه الى القوة الصلبة العسكرية بشكل عنيف، مع احتمالية كبيرة للتقليل من المساعدات الاقتصادية والانسانية.

ثالثاً: الملامح المستقبلية لأهم الملفات:
     وفيما يلي استعراض لمستقبل أهم الملفات في هذا الصدد، وهما: الملف الاقتصادي والمساعدات الإنسانية،الملف الأمني والحرب على الإرهاب، والملف السياسي (الديمقراطية واوضاع النظم السلطوية، العنصرية وحقوق الإنسان).

1)الملف الاقتصادي والمساعدات" شراكة أو جنون العظمة "
لتحقيق المصالح الامريكية في افريقيا، في عصر ما بعد الحرب الباردة، عملت الولايات المتحدة على تحويل علاقاتها مع الحكومات الأفريقية من المانح والمتلقي إلى أساس المنفعة المتبادلة.
     وتستند المساعدات الأمريكية بالأساس على المنح بدلا من القروض، مع تقديم مبادرات مثل مبادرة قادة الشباب الأفريقي، التي جلبت 2000 من أفضل شباب القارة إلى الولايات المتحدة للتدريب على القيادة، مع عقد اجتماعات مع الرئيس أوباما. وإقرار قانون الفرص والتنمية في افريقيا (أغوا)، الذي يعفي حوالي 7000 من منتجات 39 دولة افريقية- بما في ذلك المنسوجات والسيارات والفاكهة والنبيذ- من رسوم دخول اسواق الولايات المتحدة. وجدير بالذكر هنا، أن أوباما قد سعى في تمديد برنامج Agoa "الفُرص والتنمية في إفريقيا" حتى عام 2025.
وفي المقابل من ذلك، كان واحد من أوضح الموضوعات التي جاءت في حملة ترامب الإنتخابية معارضته لإتفاقيات التجارة الدولية، التي رأى أنها افضت إلى وجود الملايين من الأميركيين العاطلين عن العمل. بما يمكن أن يسبب عقبات أمام هذه التسهيلات التي تحظى بها الدول الأفريقية، ولذلك من المُرجح ان يتم تقليل الفرص والمزايا التي تحصل عليها الدول الافريقية من قاون اغوا، وفي احسن السناريوهات سيتم ذلك بشكل تدريجي وانتقائي بعض الشيء.

مستقبل المساعدات الإنسانية
     وفيما يتعلق بمستقبل المساعدات الإنسانية الامريكية بأفريقيا، فمن المرجح ايضاً تراجع الالتزامات الأمريكية لتحسين التنمية البشرية بالخارج بما سيكون له تأثير بالغ على القارة الافريقية، ويأتي هذا التوقع من الاستطلاع السنوي  لمؤسسة كايزر الذي اوضح أن غالبية الأمريكيين يعتقدون أن الولايات المتحدة تنفق كثيراً على المساعدات الخارجية، إذ يعتقد الأمريكي العادي بأن الولايات المتحدة تخصص حوالي 20٪ من ميزانيتها  للمساعدات الخارجية، ولكن النقطة المهمة هنا هي أن معظم الأميركيين يعتقدون انها اكثر من ذلك بكثير - وهناك تأييد واسع (حوالي 56٪ من السكان) لخفضها.
     علماً بأن، ثلث المساعدات الخارجية الأميركية يتجه نحو البرامج الصحية، والكثير منها في أفريقيا. وهذا يعني أن أي تخفيض في المساعدات الخارجية الأمريكية ستكون له آثار بعيدة المدى على النتائج الصحية في القارة.

 


2)الملف الأمني والحرب على الإرهاب:
     يُمثل هذا الملف ثاني أهم ركيزة لإنخراط الولايات المتحدة في أفريقيا، وخاصة لتأمين حاجاتها من موارد الطاقة، مع التنافس الدولي في القارة واهميتها بالنسبة لجميع القوى الكبرى، لذلك تشهد افريقيا انتشارا بطيئا وسريا للجيش الأمريكي في أنحاء القارة، للتصدي لإنتشار المسلحين الإرهابيين. كما توجد قواعد أمريكية لطائرات دون طيار تقوم بمهام المراقبة، وقوات خاصة تنخرط في العمليات ضد الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في أنحاء القارة.
     وقد لعبت الولايات المتحدة دورا حاسما في مواجهة التحديات الأمنية الرئيسية في أفريقيا. فخلال العام الماضي انها زادت من تعاونها مع الحكومات الإقليمية النيجيرية وغيرها في محاولة لهزيمة بوكو حرام، ودعمت عمليات حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية والصومال وجنوب السودان المركزي لتعزيز الاستقرار في مناطق النزاع والجهود الإقليمية لمكافحة الإرهاب. والسؤال هنا: هل ستستمر إدارة ترامب لدعم هذه البرامج؟!
     ما يتضح حتى الآن تعهدات ترامب بقتل "الإرهابيين"، مما قد يؤدي إلى سياسات اكثر عدوانية ضد الجماعات الإرهابية، على سبيل المثال بوكو حرام في نيجيريا، وحركة شباب المجاهدين في كينيا والصومال وغيرهما، كما وصف بعض المحللين ترامب بالزعيم القوي، والقادة الأقوياء يميلون عادة لرؤية الحلول العسكرية فقط.

3)الملف السياسي
ا) مستقبل الديمقراطية وأوضاع النظم السلطوية:
     والسؤال هنا "ما اذا كانت السياسات الأمريكية ستتجه إلى مزيد من دعم الإصلاحات الديمقراطية وغيرها من المشروعات التي من شأنها وقف التطرف؟" الإجابة هي كلا بل على العكس، بسيكولوجية ترامب، من المُرجح المزيد من الدعم للنظم السلطوية - وكثير منهم يحكم الدول الأفريقية – التي تستخدم مكافحة الإرهاب كستار لقمع الآراء المتعارضة، مما يزيد من تقييد الحريات المدنية.
ب) خطاب ترامب العنصري تجاه افريقيا وملف حقوق الإنسان:
     اعلن دونالد ترامب قبل فوزه بالانتخابات عن "منع وحرمان المسلمين من الدخول للأراضي الأمريكية حتى إشعار آخر"مما قد يؤدي إلى  إغلاق الباب امام مواطني 19 دولة إفريقية ومنعهم عن الدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
ونستطيع ان نستشف نظرة ترامب العنصرية عندما صرح "بأن بعض الأفارقة أغبياء وكسالى غير صالحين إلا للأكل والشرب وإشباع غريزة الجنس والسرقة" وقد ورث منهم كثير من الأمريكيين السود تلك الطبائع البغيضة "التسكع والتباكي بدعوى التعرض للتمييز " مستدلا في ذلك بكينيا كنموذج سيئ حيث إن الحكومة الكينية ومعارضيها ينهبون ثروات الدولة للاستثمار في الخارج.
أما دولة نيجيريا على وجه الخصوص, فقد نالت حظها في انتقادات دونالد ترامب أثناء حملته. إذ قال: "لكي نجعل بلادنا كبيرة وقوية مرة أخرى، علينا أن نتخلص من المسلمين، المكسيكيين والأفارقة، وعلى وجه الخصوص النيجيريين، علينا أن نرحّل الأفارقة".
وفي مقابلة مع محطة تلفزيون فوكس في ديسمبر كانون الاول عام 2015، وقال ترامب: "عندما تحصل على هؤلاء الإرهابيين، ويقولون انهم لا يهتمون بحياتهم، عليك بقتل عائلاتهم". بما يمثل انتهاك مباشر للمادة 51 من اتفاقية جنيف.
وفي سياق متصل، اعرب ترامب عن عزمه على القضاء ليس فقط على داعش ISIS، ولكن أيضا على أسرهم. بما سينعكس بشكل مباشر على افريقيا، إذ أعلن عدد كبير من المنظمات الإرهابية في أفريقيا الإنتماء إلى داعش، وبذلك فمن المتوقع اتباع نهج متهور لمكافحة الإرهاب بما يُمكن ان يأتي بنتائج عكسية.

رابعاً: رصد لبعض ردود الأفعال الافريقية حيال فوز ترامب:
      تباينت الآراء وردود الأفعال فيما بين المؤسسات الرسمية ورؤساء الدول، وبين وسائل الإعلام والمواطنين والمواطنين، فبداية اعربت وسائل الإعلام الافريقية عن اندهاشها وعدم ترحيبها بفوز ترامب. فعلى سبيل المثال رأى أستاذ العلوم السياسية النيجيرية، ان معظم النيجيريين يتوقعون تراجع اهتمام ترامب بالقضايا الدولية. وقبل فوز ترامب، كتب الكيني Mafdharia Gaitho ، "إذا فاز ترامب، لا سمح الله، سيكون علينا إعادة تقييم علاقاتنا مع الولايات المتحدة".
     وفي المقابل، وبالرغم مما تردد بشأن تصريحات دونالد ترامب العنصرية، إلا ان أغلب القادة الأفارقة رحبوا به وبالتعاون مع إدارته على سبيل المثال: هنأ الرئيس النيجيري محمدو بوهاري- الرئيس المنتخب- وقال إنه يتطلع إلى العمل معه. كما اصدر رئيس مجلس الشيوخ النيجيري الدكتور بوكولا ساراكي، بياناً مماثلاً، وأضاف أن تجربة ترامب في القطاع الخاص يمكن أن تساعد نيجيريا في إعادة هيكلة وتنويع اقتصادها.
كما هنأ الرئيس الأوغندي يواري موسوفيني الجديد عبر تويته، ومن جهته اعرب  الرئيس الكونغولي عن انتهازه هذه الفرصة التاريخية للتعبير عن استعداده للعمل مع الرئيس الأمريكي وفي سياق متصل لم تختلف كثيرا تهنئة روؤساء رواندا والكاميرون وكينييا ومصر.
فيما رأى حسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن تصريحات ترامب يجب أن توضع في إطار حملة انتخابية اتسمت بصراع كبير، ولا يمكن لهذه التصريحات أن تحمل مواقف دقيقة إزاء القضايا الكبرى، مشيرًا إلى أن ترامب أراد هدم خطاب الديمقراطيين واستعمل لأجل ذلك لغة قاسية، غير أن انتخابه سيدفعه إلى التوفيق بين هيبة الولايات المتحدة، وبين ملفات خارجية تتطلب مرونة في العمل بشكل يتعارض مع ما صرّح به.

الخلاصة:
     إجمالاً يمكن القول، انه لا يوجد أي دليل على أن أفريقيا ستكون من أولويات الرئيس ترامب ليكمل طريق اسلافه في افريقيا، إلا أنه من المرجح سيطرت عدد من السمات في الفترة القادمة في ظل إدارة ترامب:-
1)تراجع الاعتماد على القوة الناعمة التي اعتمد عليها أوباما اثناء إدارته، مع زيادة استخدام القوة الصلبة "العسكرية" عندما يتعلق الأمر بحماية المصالح الأمريكية بالقارة أو الحرب على الإرهاب.
2)سيطرت النظرة الإستعلائية والعنصرية تجاه الأفارقة، سواء في دولهم أو في الولايات المتحدة نفسها.
3)عندما يتعلق الأمر بإنفاق موارد دافعي الضرائب على مبادرات التنمية الاقتصادية، ستقل المساعدات الإنسانية إلى اقصى درجة ممكنة.
4)مزيد من الدعم للنظم السلطوية التي تنفذ الأوامر الأمريكية في الحرب على الإرهاب.
5)إن أسوأ ما يمكن أن تفعله البلدان الافريقية، إظهار استيائها من أي سياسة امريكية، وبذلك فمن المتوقع زيادة "التبعية"  وهو ما ظهر في تصريحات القادة الأفارقة بالرغم من  تصريحاته العنصرية.

-------------------------------
قائمة المراجع:

أولاً: المراجع باللغة العربية:
(1)ـــــــــــ،اتفاقية جنييف الثانية 1949، الصليب الأحمر، متاح على https://www.icrc.org/ara/resources/documents/misc/5nslh8.htm
(2)ـــــــــــــــــ،كيف سينعكس فوز ترامب على العلاقة الأمريكية-المغربية؟، شبكةCNN، نوفمبر2016 متاح على http://arabic.cnn.com/world/2016/11/09/trump-winning-usa-morocco-relations
(3)ـــــــــ،ملامح السياسة الخارجية الأميركية المتوقعة في ظل إدارة ترامب: سلسلة: تقييم حالة، وحدة تحليل السياسات في المركز العربي | ديسمبر 2016، متاح على http://www.dohainstitute.org/release/56046e64-7329-45b2-9e55-d355a67ca1ab
(4)أليستر لايتهيد،هل تحتل أفريقيا مكانا على شاشة رادار دونالد ترامب؟ 31 نوفمبر 2016 متاح على http://www.bbc.com/arabic/world-37936701
(5)بنيامين بول ، وجان سيبستيان جوسية، ماهي تداعيات فوز ترامب على إفريقيا ؟، ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو، قراءات افريقية ،نوفمبر 2016، متاح على http://cutt.us/tH4p
(6)تريز ور كي بانجولا، رصد لردود فعل الرؤساء الأفارقة على فوز ترامب، ترجمة: سيدي.م. ويدراوغو، قراءات افريقية،نوفمبر 2016، متاح على http://cutt.us/h34g
(7)داميان جلاز، دونالد ترامب... وتصوره الكاريكاتيري العنصري عن إفريقيا، ترجمة: سيدي .م. ويدراوغو،  قراءات افريقية، نوفمبر2016، متاح على http://cutt.us/IaS3J
(8)عبدالحكيم نجم الدين، فوز دونالد ترامب وتأثيره على أفريقيا، قراءات افريقية، نوفمبر 2016،، متاح على http://cutt.us/iJbRq

ثانياً: المراجع باللغة الانجليزية:
(1)ـــــــــــ,Africa waits and wonders on Trump's foreign policy, Daily Nation, 12/112016 available at http://www.nation.co.ke/news/africa/Will-Donald-Trump-consider-Africa-in-his-foreign-policy-/1066-3449574-cdrws0z/
(2)David Rothkopf, The worst things in 2016, foreign policy, 27 December 2016 available at http://foreignpolicy.com/2016/12/27/the-best-things-of-2016/
(3)John Campbell, Sub-Saharan Africa and a Trump Administration, Council On Foreign Relations,9/11/2016 available at http://blogs.cfr.org/campbell/2016/11/09/sub-saharan-africa-and-a-trump-administration/?cid=otr-partner_site-Newsweek
(4)Samuel Baligidde, Africa: Diplomatic Implications of a Donald Trump Presidency, All Africa  http://allafrica.com/stories/201701020017.html  
(5)Tod Sloan Lewis & Clark College, Critical Theory and Practice in Psychology and the Human Sciences,(USA: Library of Congress,2016) available http://www.springer.com
(6)Tom LoBianco, Donald Trump on terrorists: 'Take out their families', cnn, Dec 2015, available at http://edition.cnn.com/2015/12/02/politics/donald-trump-terrorists-families/
(7)Witney Schneidman, AFRICA IN FOCUS :Donald Trump and Africa, Brookings Institution,  November 10, 2016, avaliable at https://www.brookings.edu/blog/africa-in-focus/2016/11/10/donald-trump-and-africa/
(8)ZACHARY DONNENFELD, What would a Trump presidency mean for Africa?, Institute for security studies, 08 NOV 2016, available at https://issafrica.org/iss-today/what-would-a-trump-presidency-mean-for-africa

الفيدرالية في افريقيا حل لمشكلاتها أم أنها بداية التفكك

كتب: محمد عز الدين
 باحث متخصص فى الشأن الافريقي / جامعة القاهرة
ورئيس مؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية
---------------------------------------------


    يقول بعض الساسة أن القارة الافريقية تعد من افضل القارات التى يمكن ان تعمم فيه التجربة الفيدرالية او نظام اللامركزية وذلك للاختلافات الإثنية والقبلية داخل كل دولة افريقية خاصة دول جنوب الصحراء المتعددة الاعراق واللغات والقبائل والقوميات وهناك أراء أخرى تقول ان الفيدرالية هي بداية التقسيم ولكي نصل بالقارىء الى فهم حقيقى لمعنى الفيدرالية ونماذج  تطبيقها في قارة افريقيا وما هي الدول الافريقية المؤهلة في تطبيق هذا النظام العالمي في الحكم ومنها الانظمة العالمية التي نجحت في ذلك هي الولايات المتحدة الامريكية.

 تعريف النظام الفيدرالي:
هناك آراء مختلفة حول أصل الفيدرالية ومعناها،
أولاً: يعتقد أن أصل الكلمة لاتيني، وهي مشتقة من كلمة Foedus التي تعني المعاهدة أو الاتفاق.
ثانياً:يرى البعض الآخر بأنها مشتقة من كلمة  Fides or Trust التي هي نوع من الاتفاق المبني على الثقة المتبادلة بين الأطراف،
ثالثاً: يراها آخرون أن أصل الكلمة Foedus  يوناني ومعناها عصبة أو اتفاق بين طرفين أو أكثر أو ميثاق .

والفيدرالية نظام سياسي يقوم على بناء علاقات تكامل محل علاقات تبعية بين مقاطعات او اثنيات او قوميات داخل دولة او عدة دول يربطها اتحاد مركزي، على أن يكون هذا الاتحاد مبنيا على أساس الاعتراف بوجود حكومة مركزية لكل الدول الاتحادية، وحكومة ذاتية للولايات أو المقاطعات التي تنقسم إليها الدولة، ويكون توزيع السلطات بين الحكومات الإقليمية والحكومة المركزية
والدولة الفيدرالية تقوم أصلاً للتوفيق بين تيارين متضادين، أولها هو التيار الاتحادي الناشئ من عوامل تدعو إلى الوحدة ، وأما الثاني فهو التيار الانفصالي الناشئ من عوامل تستمد من رغبة الشعوب والجماعات في التمتع بأكبر قسط من الاستقلال
وأهم الملامح العامة للأنظمة الفيدرالية هي : أن هناك نظامان حكوميان على الأقل لكل منهما استقلاليته الذاتية، يديران شئون المواطنين مباشرة، وتوزيع دستوري للسلطتين التشريعية والتنفيذية، وتقسيم موارد الدخل بين نظم الحكومة، ودستور أعلى لا يمكن تعديله من جانب واحد، وحكم مرجح أو مرجع، وغالبا ما يكون محكمة اتحادية أو فيدرالية
وقد ازدادت عدد الدول الفيدرالية في العالم حتى أصبحت 28 دولة فيدرالية، وتضم 40 % من سكان العالم  وهي دول متعددة القوميات تحتاج الجماعات القومية فيها إلى المزيد من الاعتراف بها والمزيد من الحكم الذاتي لها ومن أكبر الدول الفيدرالية في العالم: الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والبرازيل وألمانيا والهند ، وتصنف ثلاث دول أفريقية على أنها أنظمة فيدرالية واضحة وهي: نيجيرها وجنوب أفريقيا وإثيوبيا ، كما أن هناك دول أخرى ما زالت في طور التحول نحو النظام الفيدرالي

دواعي الفيدرالية
 اتجهت بعض الدول المتخلفة لديمقراطية برلمانية شكلية وزائفة، اعتمدت بعض منها نظام فيدرالي شكلي وزائف أيضا  ترك معظم السلطات والموارد الاقتصادية في يد المركز. وهذه الفيدرالية الزائفة هي التي يمكن أن تهدد الدولة التي تعتمدها بالتفسخ والانحلال والانقسام الى عدد من الدول المستقلة بعد ما كانت دولة موحدة، ويظهر ذلك واضحا في الحالة السودانية.وكما حدث من قبل في يوغوسلافيا. أما الفيدرالية الحقيقية فإنها تحافظ على وحدة الدولة وتبعد عنها شبح التقسيم، بل تجعلها عصية عليه ومحصنة ضده. ولذا تعد الفيدرالية رافعة من روافع التنمية الشاملة والتقدم الحضاري وضمان حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والقضائية وحقوق الأقليات.
وقد تطورت الصين الشعبية كفدرالية بحكم الواقع بدون قانون رسمي ينص على ذلك،عن طريق منح صلاحيات واسعة للأقاليم بتدبير شؤونها الاقتصادية وتطبيق السياسات الوطنية فيما يخصها.ونفس الشيء حدث في أسبانيا، ودون أن ينص على ذلك دستور كل منها

واقع الحكم الفيدرالى في القارة الافريقية
هناك دول في افريقيا طبقت التجربة الفدرالية ومنها نيجيريا واثيوبيا والسودان وهناك بعض الدول الاخرى تريد ان تسير في نفس الركب مع السابقين في تطبيق نظام الحكم الفيدرالي في دولتهم مثل الصومال وهناك دولة مؤهلة لذلك بسبب تقسيماتها المناطقية او الجغرافية مثل ليبيا
 لكن علينا ان ندرس هل هذه الدول التى بالفعل طبقت نظام اللامركزية او الحكم الفيدرالي ونجحت الى حد ما في وقف تدهور دولتهم بسبب المركزية ام ان هذه الدول مازالت  تعاني من ويلات التدهور والحروب بسبب الحكم المركزي ام انها تعاني ايضاً من سيطرة فئة ودكتاتورية بعيدة كل البعد عن الديمقراطية التى ينشدها النظام الديمقراطي.

أثيوبيا
 
اذا قمنا بأطلالة سريعة في الواقع الاثيوبي في ظل الفيدرالية نجد انها كانت قبل تطبيق نظام الحكم الفيدرالى للاقاليم الاثيوبية منقسمة لغوياً  وقومياً وكذلك في احزابها وحركاتها التحررية ولكن منذ عام 1919م قامت الحكومة الأثيوبية ممثلة بالجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية بإعتماد نظام فيدرالي للحكم حيث بذلت جهود كبيرة لإرساء المشروع الديمقراطي في البلد التقليدي الفقير جداً والمتعدد الأعراق التي تنقسم الى تسعة أقاليم وذلك بناءً على اللغة والعرق اضافة إلى منطقتين حضريتين وهما أديس أبابا ودايردوا وتلك الأقاليم التسعة هي : أوروميا ومهارا وتيجاري والأمم والشعوب والقوميات الجنوبية وعفار وصومالي وبنيش وانجال كومز وكامبلا وهرري.
استطاعت الفيدرالية ان تحقق عدة نجاحات في اكثر من مجال وبفضل تبنيهم للنظام اللامركزي او الفيدرالي استطاعت اثيوبيا ان توقف الحروب التى كانت مستعرة بين الاقاليم وكذلك استطاعت كل قومية ان تحتفظ بثقافتها ولغاتها داخل اقليمها مما اعطت مساحة للتفاهم بين هذه القوميات
ومن الناحية الاقتصادية اعطى النظام الفيدرالي دفعة قوية لاثيوبيا في النمو وعمل مشاريع ضخمة يلتف عليها كل القوميات الاثيوبية مثل قطار اثيوبيا جيبوتى او سد النهضة الاثيوبي ولكن ما لم تستطيع الفيدرالية ان تحققه في اثيوبيا حتى الان بنسبة كبيرة هي ارساء الديمقراطية التي كانت ينشدها النظام الفيدرالي لم تكن حتى الان قدر طموحات الشعوب الاثيوبية.

نيجيريا
تعد نيجيريا أكبر الدول الأفريقية من حيث عدد  للسكان إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من 193 مليون نسمة حسب الوكالة الوطنية النيجيرية للأحصاء كما أنها تضم أكثر من 250 مجموعة عرقية تتباين في أوزانها النسبية وقوة تأثيرها على الصعيد السياسي ،وتذهب بعض المصادر إلى ذكر عدد 374 جماعة إثنية ،تنقسم في عمومها إلى أقليات إثنية وأغلية إثنية ، وتتمثل العرقيات الأكثر عددا والأقوى نفوذا على الصعيد السياسي في الهوسا والفولاني أو كما يعرفون الهوسا فولاني Haoussas-Fulanis في الشمال وقبائل اليوربا  les Yorubas في الجنوب الغربي والإيبو les Ibos  في الجنوب الشرقي ،وتمثل هذه الجماعات الإثنية أكثر من 57.8 % حسب إحصائيات سنة 1963 ،وقدكانت الأقاليم الثلاثة التي تقطنها هذه الجماعات الإثنية منطلق تشكل الدولة الفدرالية النيجيرية الحديثة،التي إنطلقت منذ إستقلالها عن بريطانيا سنة 1960 بإعتمادها النظام الفدرالي من ثلاث أقاليم  وأول ملاحظة هنا هي أن التقسيم الجغرافي لم يعتمد المعيار اي معيار غير انها اعتمدت على  المعيار القبلي  وذلك راجع لقوة العلاقات القبلية وأولوية الولاءات القبلية عن الولاء للدولة لدى معظم الشعوب الأفريقية  وهذا الواقع القبلي لكثرة التعددات الاثنية والقبلية اعطت اولوية لنجاح النظام الفيدرالي في نيجيريا واوقفت حروب طاحنة كانت تأكل الاخضر واليابس بين القبائل المختلفة او الديانات المختلفة خلاصة التجربة الفيدرالية في نيجيريا
تلعب القبيلة دورا بارزا في جل الصراعات في نيجيريا والتي تنشأ بسبب التنافس السياسي والإقتصادي والإجتماعي ،وعليه فالقول بأنها صراعات دينية هو رأي فيه كثير من التجني على الدين الذي أقحم كغطاء لصراعات قبلية بإمتياز .
ورثت نيجيريا النظام الفيدرالي كمكسب إستعماري شكل تركة ثقيلة على جهود بناء الدولة النيجيرية الحديثة ،وهو ما جعل الحكومات المتعاقبة سواء العسكرية أو المدنية منها تسعى إلى إفراغ الفدرالية من مقوماتها ،وبالتالي تحويل نيجيريا من دولة فيدرالية إلى دولة ذات طابع فدرالي D’un état fédéral خاصة بعد تجربة إنفصال إقليم بيافرا وما تبعه من حرب ودمار.
 تشكل  الحلول التي إعتمدتها الحكومة النيجيرية على عدة مسارات ،حجر أساس نحوالسيطرة على ظاهرة العنف وتحويل الصراعات القبلية إلى تنافس إيجابي لبناء نيجيريا الحديثة فكانت دعم ركائز الديمقراطية الفيدرالية اولى الخطوات وتقسيم الحكم ولذلك برغم الفساد الاداري الكبير الذى ينغمس فيه النيجيرين الا ان الفيدرالية نجحت في انتشال نيجيريا في الوقوع في حروب طاحنة كانت كفيلة بتحويل نيجيريا الى دولة فاشلة
الفيدرالية في ليبيا
انعقد في مارس 2012 بمدينة بني غازي شرق ليبيا مؤتمرا شعبيا يحمل أسم "مؤتمر شعب برقة"، يستهدف الدعوة إلى إقامة نظام فيدرالي يجمع بين ولايات برقة وطرابلس وفزان بدلا من الحكم المركزي في طرابلس وهو النظام الذي كان معمولا به في ظل الملكية وفق دستور 1951 وظل معمولا به حتى 1964 عندما تقرر اعتماد نظام مركزي للدولة في طرابلس، وبحيث تتولى كل من الولايات الثلاث المسؤولية عن قطاعات التعليم والصحة والإسكان والتنمية بينما تترك للحكومة المركزية إدارة السياسة الخارجية، والمالية والدفاع وبحيث يتم البدء بتأسيس ولاية برقة على أن يقوم على إثر ذلك سكان الولايتين الأخريين بنفس الشيء..
وقرر المؤتمر الذي شارك فيه قرابة ثلاثة آلاف شخص من أهل برقة   "تأسيس مجلس إقليم برقة الانتقالي لإدارة شؤون الإقليم والدفاع عن حقوق
وأكد المؤتمرون في بيان لهم أن "النظام الاتحادي الوطني (الفيدرالي) هو خيار الإقليم كشكل للدولة الليبية الموحدة في ظل دولة مدنية دستورية  واعتماد دستور الاستقلال الصادر في 1951 كمنطلق مع إضافة بعض التعديلات وفق ما تقتضيه ظروف ليبيا الراهنة".
لا يمكن القول في الحالة الليبية أن سكان برقة ينطلقون في طلب الفيدرالية نتيجة الوعي السياسي واستيعاب تطور الفكر السياسي الدولي وإنما يعد الدافع لهم نفسيا أكثر من شيء آخر، فهم باعتبارهم الإقليم الذي انطلقت منه الثورة على القذافي وأكثر أقاليم ليبيا معاناة من حكم القذافي على مدى أربعة عقود منذ قام بانقلابه على الملكية عام 1969، وقام بتهميش برقة ونهب خيراتها، وهم يعتبرون الآن بأنه ما كان بإمكان القذافي أن يعاملهم تلك المعاملة الغير عادلة لولا فساد نظام الحكم المركزي فإن الرغبة النفسية في التخلص من كل آثار القذافي والحنين إلى ماضي ليبيا هما الدوافع الحقيقية للمطالبة بعودة الفيدرالية وكذلك  جرى الحديث أيضا في أطار الفيدرالية عن إمكانية تقسيم ليبيا إلى خمس ولايات هي: برقة وطرابلس ومصراتة وجبل نفوسة وفزان   
مما سبق يتبين لنا ان الحالة الليبية في ظل هذه الصراعات والخلفية الفيدرالية في الحكم قبل قيام ثورة الفاتح التى اطاحت بالحكم الفيدرالي في ليبيا تؤهل ليبيا الى العودة للفدرالية والنجاح للاصلح

ملامح الفيدرالية الصومالي
إن للفيدرالية الصومالية ملامحها الخاصة بها نوجزها في ثلاث ملامح رئيسية هي :
 فيدرالية طوعية غير مفروضة من سلطة مركزية قوية، وهي أيضا فيدرالية تفكيك وإعادة التوحيد من جديد،
 وأخيرا فيدرالية يمثل المجتمع الدولي فيها- عبر المكتب السياسي للأمم المتحدة في الصومال- طرفا أساسياً في تنفيذها.

أولاً:فيدرالية طوعية  تتميز الفيدرالية الصومالية بأنها فيدرالية طوعية اختيارية، وليست هناك سلطة مركزية قوية تفرض النظام الفيدرالي من القمة على الوحدات المكونة لها كما جرى في بعض الدول الفيدرالية، مع اعترافنا بأهمية وجود سلطة مركزية توازن النزعات الانفصالية وحماية الوحدة.  وإذا كانت الوحدة الأولى التي تمت بين المحميتين الصوماليتين الإيطالية والبريطانية في الأول من يوليو 1960م  التي أنتجت الدولة الصومالية- وحدة طوعية، جاءت تعبيراً صادقاً عن رغبة الشعب الصومالي في الوحدة والعيش معاً، فإن إعادة توحيد الصومال من جديد -عبر النظام الفيدرالي – لن يكون أيضا إلا برضى الشعب في جميع مناطق الجمهورية، ولن يأتي ذلك إلا بالتفاوض والتنازل المتبادل والوصول إلى حلول وسط
 ومن المؤكد أن الأنظمة الفيدرالية التي تنشأ بصورة طوعية لديها فرص أكبر في البقاء والاستمرار كما أن الأنظمة التي تأسست  نتيجة مفاوضات بين مكوناتها المختلفة تحظى على الشرعية لدى المواطنين، ولديها القدرة على نشر قيم التسامح والتعايش بين مواطنيها.

ثانياً:فيدرالية التفكيك والتوحيد معاً: من ملامح الفدرالية الصومالية أنها فيدرالية تفكيك وإعادة التوحيد معاً، فالفيدرالية في العالم عادة ما تتم عبر احدي طريقتين،
الأول هو: تفكيك وحدة مركزية قائمة إلى وحدات إقليمية عبر منح بعض سلطات وصلاحيات المركز للأقاليم.
 والثاني هو اتحاد عدة دول او مقاطعات مستقلة في الأساس على نظام فيدرالي موحد عن طريق تنازل تلك الدول عن بعض صلاحياتها السيادية للدولة الفيدرالية.
 والفيدرالية الصومالية الحالية هو تفكيك للوحدة والدولة المركزية الصومالية التي تأسست عام 1960م، ومن ناحية أخرى تمثل اتحاداً جديداً بين مكونات الدولة الصومالية المركزية التي تفككت خلال العقدين الماضيين من الحرب الأهلية إلى أجزاء متناثرة ومتقطعة لا يجمعها حكم مركزي فعلي على أرض الواقع  وإن لم تأخذ بعد شكل الدول المستقلة التي تتمتع بالصفة القانونية للاستقلال .
 وعلى هذا الاساس ينبغي أن يدرك الصوماليون جميعا قيادة وشعبا أن مركزية الدولة الصومالية الشديدة بالمسحة العسكرية الدكتاتورية لم تجد نفعا، وفشلت في الحفاظ على وحدة البلاد، وبنفس الدرجة فإن حالة الانقسام والتشرم التي عاشها الصوماليون خلال مرحلة الحرب الأهلية ومحاولة فرض نظام أحادي من طرف واحد لن تعيد الدولة الصومالية ولن توحد الشعب الصومالي من جديد، لذا ينبغي أن نستفيد من تجربة المرحلتين ونستخلص منهما الدروس، وندرس تجارب الدول الفيدرالية التي تمت عن طريق التفكيك أو التوحيد لإعادة كيان الدولة الصومالية من جديد على أسس مختلفة وعلى عقد إجتماعي جديد.

ثالثاً: فيدرالية برعاية دولية : تنفرد الفيدرالية الصومالية عن بعض مثيلاتها في الدول الأخرى أنها فيدرالية برعاية وإشراف دولي، وليست شأنا داخليا يخص الأطراف الصومالية وحدها، فالاعتبارات السياسية الناشئة عن ظروف الحرب الأهلية، وانهيار الدولة الصومالية والأوضاع الانسانية الناتجة عنها، وعدم قدرة الصومال القيام بسئولياته أمام مواطنيه وأمام المجتمع الدولي كدولة – أدي إلى تدخل المجتمع الدولي في شأن الصومال عسكريا وسياسياً، ووضع الصومال في حالة شبه وصاية عليه تشبه الوصاية الدولية التي وضع فيها قبيل الاستقلال في الفترة ما بين (1950-1960م ).
وتعيش الحكومات الصومالية منذ عام 2000م في أحضان المنظمات الدولية ، ويقوم كل من المكتب السياسي للأمم المتحدة في الصومال ومنظمة الإيجاد والاتحاد الأفريقي – من خلال قوات حفظ السلام الأفريقية في الصومال – بدور الراعي والمشرف للعملية السياسية برمتها، ويقوم مبعوث الأمم المتحدة للصومال بدور المرجع في حل الخلافات السياسة بين الأطراف الصومالية ، كما يوقع الاتفاقيات بين الأطراف الصومالية بصفته طرفا أصيلاً في العملية

التوصيات
مما سبق يستوجب علينا ان نوصى بما يلي:
أولاً: أن الانظمة الفيدرالية القائمة في أفريقيا تبذل مزيدا من الجهد للوصول الى حقيقة النظام الفيدرالى القائم على نشر الديمقراطية واستفادة الاقاليم المتحدة فدرالياً من ثرواتها اكبر استفادة ممكنة لتحقيق الرخاء لكل الدولة وتحقيق الانتماء لكل الدولة وكذلك للبقاء على هذه الدولة الفيدرالية في حالة اتحاد دائم دون قيام حركات احتجاجية من اقليم ضد حكم المركز كما في حالة اثيوبيا او السودان .
ثانياً:تسريع وتيرة الوصول الى الحكم الفيدرالي للدول التى تشهد عنف بأسباب ايدلوجية او عرقية اوجغرافية مثلما يحدث في ليبيا او الصومال والافضل لهاتين الدولتين الوصول الى الفيدرالية الحقيقية ومن المرجح ان تدخل دولة جنوب السودان الوليدة في قاطرة الفيدرالية العالمية خاصة بعد النزاع على السلطة التى تحولت الى صراع قبلي بين عدد من القبائل على رأسهم  قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها الرئيس سلفاكير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها نائبه الاول وغريمه السياسي الذي حاول الانقلاب عليه والانقضاض على السلطة الجنرال رياك مشار.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع
1  موقع ميدل ايست اون لاين
2 كتاب "الصراع القبلى والسياسى في مجتمعات أفريقيا للدكتور عبد العزيز راغب شاهين
3 اتحادية مصدر صناعيّ من اتِّحاد: نظام دولة تكون فيها الصّلاحيّات الدُّستوريَّة مشاركة بين حكومة مركزيّة وجماعات محلّيّة تتألَّف منها تلك الدَّولة، اتحاديّة اندماجيّة .
4 معجم اللغة العربية المعاصر، حكومة اتّحاديَّة: حكومة مركزيَّة لاتّحاد مجموعة ولايات أو أقطار تعترف بسيادة سلطة مركزيّة، وتحتفظ ببعض القوى الحكوميّة الباقية
5 قاموس المورد، البعلبكي، بيروت، لبنان.
6 Federal structure of Russia, Article 65 of Russian Constitution.
7 ^ Enrique Guillén López، JUDICIAL REVIEW IN SPAIN: THE CONSTITUTIONAL COURT, 41 Loyola of Los Angeles Law Review 541, 544 (2008).
8 ^ Economic Warlords by Gregory H. Fuller
9 مذكور في : قاعدة بيانات البنك الدولي — الناشر: البنك الدولي
10 http://data.worldbank.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD
11 http://data.worldbank.org/indicator/NY.GDP.PCAP.PP.CD
12 http://data.worldbank.org/indicator/FI.RES.TOTL.CD
13    ^ تعدى إلى الأعلى ل: أ ب ت ث ج وصلة مرجع: http://hdr.undp.org/en/countries/profiles/NGA
14    http://data.worldbank.org/indicator/SL.UEM.TOTL.ZS
15    http://www.itu.int/net/itu-t/inrdb/e129_important_numbers.aspx — المحرر: الاتحاد الدولي للاتصالات — عنوان : International Numbering Resources Database
16    http://www.un.org/esa/population/publications/wpp2008/wpp2008_texttables.pdf

الطب التقليدي ودور السحر في العلاج في أفريقيا

تقرير: محمد عزالدين
باحث متخصص في الشأن الأفريقي/رئيس مؤسسة النيل للدراسات الافريقية والاستراتيجية
 ------------------------------------------


تعد قارة أفريقيا أغنى قارة من حيث تعدد الثقافات واللغات وهي أيضا قارة الاستشفاء والعلاج من الطبيعة ومواردها التي لم تبخل يوماً على الشعب الافريقي من خيراته لكن في نفس الوقت جعلت الانسان الأفريقي يعتقد في امور كثيرة هي تعتبر من التخلف في الدول المتقدمة او الدول الكبرى فالسحر والاستشفاء به والشعوذة وكذلك الاساطير التي تجعل بعض الاشخاص داخل القبائل زعماء لدرجة ترفعهم الى درجة المتصرفين في الكون اصبحت من الخرافات في هذه الدول المتقدمة ولكن في أفريقيا كل شيء ممكن وبالأخص عطاء الطبيعية والبيئة.
لو اهتم الانسان الافريقي بثقافته المحلية خاصة في العلاج والاستشفاء من الامراض من الممكن ان يتحول لأهم قارة في مجال العلاج والأدوية بشرط ان يضع هذه الامكانيات تحت المجهر ليقاس فعاليتها علمياً لكي يتحول الطب من التقاليد في محاربة الأمراض الأفريقية الى منهج حياة لكل القارة الافريقية ويمتد للقارات الاخرى لكي يستفيدوا من تجربة أفريقيا الرائدة ولكي نفهم هذا المجال لابد من تعريف الطب التقليدي ومجالاته في أفريقيا.

اولاً: الطب التقليدي وعلاقاته بالروحانيات في أفريقيا 
     الطب التقليدي الأفريقي يرتبط ارتباط وثيق بالأديان ومعتقدات القبيلة التي تمارسها فهناك قبائل حتى الان يعتقدون ان الامراض هو بفعل الارواح التي رحلت عن دنياهم مثل روح أحد شيوخ القبيلة او نسائها وكذلك هناك بعض القبائل تعتقد ان الجنين في بطن امه يوضع من خلال روح أحد الاقارب الذين ماتوا وبرغم ذلك هم يخلطون المعتقدات الدينية والطقوس بالسحر والأدوية الشعبية كالأعشاب،
 الطب التقليدي هو علم كامل يشتمل على الأعشاب الطبية والروحانيات الأفريقية، التي تشمل عادة العرافين، والقابلات.
و أطباء الأعشاب لهم احترامهم الكبير وذلك لانهم يمارسون مهنة يمتلكون من خلالها القدرة على علاج مختلف الحالات المتنوعة مثل السرطان والاضطرابات النفسية، وارتفاع ضغط الدم  والكوليرا، ومعظم الأمراض التناسلية، والصرع، والربو، والأكزيما, والحمى، والقلق، والاكتئاب، وتضخم البروستاتا الحميد، التهابات المسالك البولية، والنقرس، والجروح والحروق.
 
     لكن من المفارقات الغريبة ان من بين الدول الافريقية هناك بعض الدول قد تقدمت قليلاً في العلم ولكنها حتى الان تمارس الطب التقليدي أو العلاج بالروحانيات في بعض الامراض التي يستعصي علاجها مثال الامراض العصبية والنفسية وذلك بسبب انه يقال على المريض انه ممسوس او معمول له عمل او مسحور أفضل من ان يقال عليه مريض نفسي ومثال على ذلك يحدث في مصر خاصة في محافظات الصعيد.

ثانيا: طريقة التشخيص
      يتم التشخيص من خلال وسائل روحانية ثم يوصف العلاج الذي يتألف عادة من العلاج بالأعشاب التي ليس لديها قدرات الشفاء فقط، ولكن أيضا أهمية رمزية وروحية.
 يختلف الطب التقليدي الأفريقي، باعتقاده أن المرض لا يحدث صدفة، ولكن من خلال عدم التوازن الروحي أو الاجتماعي، كثيرا عن الطب الغربي، الذي يعتمد على الناحية الفنية والتحليلية. بالرغم من كوننا في القرن 21 إلا أن المستحضرات الصيدلانية الحديثة والإجراءات الطبية لا يمكن وصولها إلى أعداد كبيرة من الشعوب الأفريقية بسبب تكلفتها العالية نسبيا وتمركز المراكز الصحية في المراكز الحضرية. وقد اعترف الأطباء الممارسين الأفارقة في السنوات الأخيرة أن لديهم الكثير لتعلمه من الممارسات الطبية التقليدية.

ثالثا: كيف يستخدم السحر في العلاج التقليدي في أفريقيا
      يستخدم بعض المعالجين السحر، الطلاسم، أو تلاوة تعاويذ في العلاجات. وينظر أيضا للطبيعة الثنائية للطب التقليدي الأفريقي بين الجسد والروح والمادة والروح وتفاعلها مع بعضها البعض على أنها شكلا من أشكال السحر. ويعطي ريتشارد Onwuanibe شكلا من السحر اسم "Extra-Sensory-Trojection".   وهو عبارة عن اعتقاد بين قبائل آيبوس نيجيريا أن رجال الطب يمكنهم غرس شيء في شخص من مسافة بعيدة لإلحاق المرض به. وتشير إليه قبائل آيبوس على أنه egba ogwu.  لإزالة الكائن الخبيث، مطلوب عادة تدخل رجل الطب الثاني، الذي يزيله عن طريق شق في المريض. وتتضمن Egba ogwu عمليات نفسية حركية. شكل آخر من أشكال السحر التي يستخدمها هؤلاء الممارسين، وهي معروفة على نطاق أوسع، بسحر التعاطف، الذي يقدم فيه نموذجا للضحية (دمية الشعوذة). فما يتم تنفيذه من إجراءات على النموذج يتم نقله إلى الضحية، بطريقة مشابهة. "في الحالات التي تسبب فيها أرواح المتوفي المتاعب والمرض للأقارب يصف رجال الطب العلاج، وغالبا في شكل من أشكال التضحية الاسترضائية، وذلك لإراحتهم وحتى لا يسببوا أى مشكلة للحي، وخاصة الأطفال

استخدام السحر والتمائم لعلاج الأمراض والعلل هو ممارسة غير مؤكدة تتطلب المزيد من التحقيق العلمي.
 
     في الثقافات الأفريقية، يعتبر الشفاء فعلا من الأفعال الدينية. ولذلك، فإن عملية الشفاء في كثير من الأحيان تحاول التقرب إلى الله لأن الله في النهاية ليس فقط بإمكانه إلحاق المرض ولكن أيضا توفير العلاج. فلدى الأفارقة وجهة نظر دينية للعالم مما يجعلهم على بينة من جدوى التدخل الالهي أو الروح في الشفاء.
     العديد من المعالجين يشيرون إلى الله كمصدر للطاقة الطبية. على سبيل المثال يعتقد الشعب الكونغي في صحراء كالاهاري أن الاله العظيم Hishee خلق كل شيء، وبالتالي يسيطر على كل من المرض والموت. ومع ذلك يمنح Hishee قوى سحرية لعلاج المرض لبعض الرجال. حيث يقدم Hishee نفسه لرجال الطب في الأحلام والهلاوس ويمنحهم القوة العلاجية. ولأن هذا الأله كان سخيا بما يكفي لإعطاء القوة لرجال الطب، فمن المتوقع ممارستهم للطب مجانا. وللحصول على تأثير العلاج يقوم رجال الطب الكونغ بأداء رقصة قبلية لوما مارشال، التي قامت بحملات لأفريقيا الجنوبية الغربية مع عائلتها  لدراسة شعب الكونغ ، وألفت كتابين عن النتائج التي توصلت إليها، تصف رقصة علاج الاحتفالية على النحو التالي :
الرقصات قد لا تتم لعلاج المرضى فقط، ولكن لتحجيم الشر وتجنب سوء الحظ أيضا. يعتقد الكونغ أن الإله العظيم أرسل Gauwa أو gauwas في اي وقت لإيقاع السوء بشخص ما، وأن هذه الكائنات قد تكون كامنة تنتظر الفرصة لممارسة ذلك. يكافحهم رجال الطب في الرقصات، حتى يذهبوا بعيدا، ويحموا الناس. عادة ما يقوم بذلك العديد من رجال الطب في نفس الوقت. وللعلاج يذهبون في غيبوبة، تختلف في العمق مع تقدم سير الاحتفال... عندما يبدأ رجل، يترك صف الرجال الراقصون، وهو مازال يغني ثم يميل فوق الشخص الذي سيعالجه، ويذهب في نهاية المطاف إلى كل شخص حاضر، وحتى الرضع. يضع يدا واحدة على صدر الشخص، وواحدة على ظهره، ويرفرف بيديه ويعتقد الكونغ انه بهذه الطريقة يسحب المرض، الحقيقي أو المحتمل، من خلال ذراع الشخص ثم إلى نفسه... وأخيرا، يلقي رجل الطب ذراعه للتخلص من المرض، ويلقيه في الظلام مرة أخرى إلى Gauwa أو gauwas، وراء النار، مع القيثارة، والصياح "كاي كاي كاي".
     لم تقدم لوما مارشال أي معلومات عما إذا كانت الرقصة ناجحة في علاج المريض ولكنها تقول إنها عمليات تطهير لعواطف الشعب بسبب "الدعم والسلوان والامل."

ممارسي الطب التقليدي:
     لم يحصل كثير من ممارسي الطب التقليدي على تعليم، والذين حصلوا على المعرفة بالنباتات الطبية وتأثيرها على الجسم البشري حصلوا عليها من أسلافهم حيث لديهم ارتباط عميق وشخصي في عملية الشفاء ويقومون بحماية المعرفة العلاجية من خلال إبقاء الأمر سرا وبطريقة مشابهة للممارسة الطبية الأرثوذكسية، يتخصص ممارسي الطب التقليدي في مجالات معينة لمهنتهم. فالبعض خبير في الأعشاب الطبية، والبعض الآخر هم خبراء في الشفاء الروحي (العرافين)، وآخرون متخصصون في مزيج من الاثنين معا. وهناك أيضا واضعي العظام التقليدية والقابلات  أصبح المعالجون بالأعشاب أكثر وأكثر شعبية في أفريقيا مع ظهور السوق التجارية للأعشاب في ديربان حيث يقال أنه يجذب بين  700 و900 تاجر سنويا من جنوب أفريقيا وزيمبابوي وموزامبيق. وتوجد أسواق اصغر حجما في كل مجتمع تقريبا،  حيث لا تقدر معارفهم من الأعشاب بثمن في المجتمعات الأفريقية وهم الوحيدين الذين يمكنهم جمعهم في معظم المجتمعات.
      تستفيد القابلات أيضا استفادة واسعة من النباتات المحلية للمساعدة في الولادة. يقوم المعالجون الأفارقة عموما "بوصف وشرح المرض من حيث التفاعل الاجتماعي والعمل على الاعتقاد بأن الدين يتخلل كل جانب من جوانب الوجود البشري.
الخلاصة
     ومما سبق يتضح لنا ان أفريقيا من الممكن ان تكون رائدة في مجال الطب التقليدي وذلك بفضل قدم خبراتها في هذا المجال ولكن بشرط ان يتطور في مجال البحث عن الادوية من الطبيعة الغنية بمواردها والبعد عن الاعتقاد المسلم بالسحر والشعوذة  وتأثير الارواح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
1- References[Helwig, David (04 Feb, 2010). "Traditional African medicine". Encyclopedia of Alternative Medicine.
2-"Medicinal Plants and Natural Products" (PDF). Conserve Africa. Conserve Africa Foundation. 4 May 2002.
3-Mokaila, Aone (2001). "Traditional Vs. Western Medicine-African Context". Drury University, Springfield, Missouri.
4-Onwuanibe, Richard C. (1979). "The Philosophy of African Medical Practice". A Journal of Opinion. African Studies Association. 9 (3): 25–28. JSTOR 1166259.
5-Stanley, Bob (13 February 2004). "Recognition and Respect for African Traditional Medicine". Canada's International Development Research Centre.

قبائل بوركينا فاسو حضارة أفريقية خالصة

قبائل بوركينا فاسو حضارة أفريقية خالصة
تقرير/ محمد عبد الستار
باحث دكتوراه متخصص في الفكر السياسي/ جامعة القاهرة

 


  ارتبطت القبائل الأفريقية في الذهنية العربية؛ بأنها قبائل بدائية لا علاقة لها بأى شكل من أشكال وصور الحضارة الأنسانية. وهو ما يتنافى مع وجود العديد من الشواهد التاريخية على وجود العديد من النظم السياسية؛ ولقد كانت أفريقيا مثل أوروبا من حيث البنية السياسية المتمثلة بدول متجاورة. وحيث قامت العديد من المالك في أفريقيا والتي استمرت لفترات طويلة قبل عملية التكالب الاستعماري على أفريقيا والذي قامت فيه القوى الاستعمارية بهدم وإقتلاع كل هذه الممالك؛ وذلك لكي يدعم مزاعمه حول رسالته الحضارية التي قام من أجلها بغزو استعماري للقارة الأفريقية. وإدعائه بأنهم أي المستعمرون هم من قاموا بوضع القواعد القانونية والنظام والعدالة الجنائية.  وهو ما دحضه علماء التاريخ الأفريقى بتأكيدهم وجود نظم عدالة جنائية في أفريقيا ولاسيما في منطقة غرب أفريقيا؛ التي شهدت قيام الكثير من الممالك الأفريقية والاسلامية ومنها مملكة صنغاي Songhai وهي من الممالك الإسلامية القوية في غرب أفريقيا حيث تقع في أجزاء من فولتا العليا (بوركينا فاسو) وداهومي وباسوفي شمال نيجيريا. وقد طبقت في هذه المملكة قواعد العدالة الجنائية والتي استندت على المباديء الإسلامية. وكذلك مملكة كانم-بورنو Kanem-Bornu وإمبراطورية أويو the Oyo Empire ومملكة الأشانتي في غانا ومملكة اليوروبا في نيجيريا. هذه القبائل كانت تشكل كيانات تعد المعادل الموضوعي لفكرة الدولة من حيث الأرض والسلطة والشعب.
    وقد كانت هناك العديد من الكيانات التى حملت شغلة الثقافة والحضارة في أفريقيا على مدار التاريخ ومن هذه الكيانات غانا من القرن السادس وحتى سنة 1240 ثم إمبراطورية المانديج (وعاصمتها مالي) وتبعتها إمبراطورية  جاو وإمبراطورية ياتنجا( موسى).


 
الكيانات والنظم الأفريقية فيما قبل المرحلة الاستعمارية (إمبراطورية الموسى نموذجاً)
    ومن الكيانات التي نشأت في غرب أفريقيا إمبراطورية الموسى في نطاق ما يسمى الآن "بوركينا فاسو".  وتعد بوركينا فاسو (فولتا العليا) دولة مغلقة ليس لها منافذ بحرية في غرب أفريقيا؛ تحيطها النيجر من الشرق ومالي من الشمال والغرب وبنين وتوجو وغانا وساحل العاج من الجنوب، وكانت جزءً من غرب أفريقيا الفرنسي بعد عام 1896 وحصلت على استقلالها في عام 1960 وأعيد تسميتها في 1984 بالاسم الجديد وهو بوركينا فاسو وتعني أرض الرجال الصادقين "the land of honest men.". وتاريخياً فإن بوركينا فاسو كانت جزءً من إمبراطورية مالي. وهي دولة بها تنوع اثني ولغوي كبير. ويدين 45% من السكان بالديانات التقليدية و50% مسلمون والأقلية المتعلمة ذات النفوذ من الكاثوليك. وهناك 35 مجموعة عرقية تقريباً؛ منها حوالي أثنى عشرة مجموعة عرقية تحترف فن النحت التقليدي. وتنتمي تلك المجموعات العرقية إلى مجموعتين لغويتين كبيرتين؛ هما الماندي Mande في الغرب والفولتية Voltaic في الشرق. ومن أهم وأكبر قبائلها هي Boboبوبو Mande   ماندي   لوبي    Lobi    فولاني Fulani جورونسى Gurunsi   سينوفو Senufo.
     وقد كانت هضبة موسى الوسطى أحد مراكز القوة للأفارقة الذين يعيشون في غربي القارة الإفريقية.  وتعد قبائل الموسى في بوركينا فاسو من أقدم السكان ويشكلون 48% من السكان. وقد وصلت هذه القبائل إلى حوض فولتا the Volta Basin في مجموعات صغيرة، وسيطروا على جماعات السكان الأصليين أما عن طريق الغزو أو الإندماج السلمي. ويرجع العلماء أن بدايات نشأة هذا الكيان المسمى الموسى Mossi إلى أوائل القرن الخامس عشر واستمرت لمدة 800 عام؛ في اقليم فولتا وتشير هذه المنطقة إلى فضاء يمتد من شمال غانا إلى نطاق أكبر من بوركينا فاسو في الوقت الحالي وقد كانوا بارعين في فنون الفروسية. وقد تم إيقاف توسع الإمبراطورية في القرن التاسع عشر مع عملية التكالب الإستعمارى والتقسيم الذي تم وفقا لمؤتمر برلين عام 1881 ومع سقوط العاصمة واجادودجو.
     ويأتي في قمة هرم السلطة لإمبراطورية الموسى الأمبراطور the Mogho Naba وهو يعتبر رمز الشمس، كما أنه رأس الجيوش وقاضى القضاة. وتتكون الإمبراطورية من ممالك تنقسم بدورها إلى مقاطعات، ثم الإقطاعيات وكل إقطاعية تتكون من عدة قرى. وتتميز هذه الإمبراطورية بعنصرين رئيسيين هما عالم السلطة السياسية وعالم الطقوس والشعائر الدينية.
      وقد كان هناك تفاوت في العلاقة بين السلطة والجماعات والكيانات المكونة لإمبراطورية الموسى.  فعلى سبيل المثال في منطقة Mamprugu فإن المرونة والحق في الاختيار تجعل هناك درجة من التكامل بين مجموعة السكان الأصليين في كلا من ممارسة الطقوس والسياسة. بينما في منطقة Ouagadougou كانت عملية الغزو والإخضاع لها أثر في مركزية النظام السياسي.
   هذا التباين والمستويات المختلفة من التعاون كان نتيجة للتكوين السياسى لهذه الإمبراطورية التى قامت على أساس إستيعاب المجتمعات الأصلية في إمبراطورية " موسى".
 
فن النحت والأقنعة عند قبائل بوركينا فاسو
       يتسم الفن الأفريقي بالثراء الشديد والابتكار، والإيقاع النابض، ويضفي على الثقافة الأفريقية تميزاً؛ وخاصة فن النحت المتجذر في الحضارات القديمة. فعندما كانت تجري عمليات تنقيب عن القصدير في نيجيريا؛ اكتشفت عن طريق الصدفة منحوتات كبيرة من الطين والبرونز والحجر؛ تتفوق على منحوتات العصر الإغريقى القديم.
       ومايميز الفنان الأفريقي بشكل عام وفقا للمفكر السنغالي شيخ أنت ديوب؛ هي حريته في الابتكار الفني التجميلي، وثقته من قدراته ومهاراته؛ ومن ثم ينجز أعماله ببساطة السهل الممتنع. وحتى يمكننا تصور مدى قيمة الفن الأفريقي وخاصة فيما يتعلق بالمنحوتات؛ علينا أن ندرك بأنه يعالج مادة متمردة؛ أقسى من الخشب العادي (الجرانيت والعاج والمعدن والديوريت والأبنوس) بإستخدام أدوات بسيطة جدا.
        وقد تعددت المدارس أو التيارات الفنية في أفريقيا ومن أبرزهم التيار الواقعي والتيار التعبيري. وتعد مدرسة "إيفي" هي المدرسة الواقعية الأكثر نموذجية في أفريقيا، وقد اشتهرت بمنحوتات من الطين والبرونز. ومن الأساليب الفنية أيضا في أفريقيا ما يعرف بأسلوب "الدوجون"؛ وهي من القبائل الموجودة في جنوب شرق مالي، ويمتد تواجدهم في دولة بوركينا فاسو، وتتميز الأقنعة من خلال هذا الأسلوب بشكل مستطيل وأنف بارز على السطح العمودي للوجه.
    وقد كانت للمجتمعات والجماعات الزنجية في منطقة غرب أفريقيا من نهر السنغال حتى الحدود الشرقية لنيجيريا، أو ما يطلق عليهم الزنوج السودانيون أو الحقيقيون، ومن أهم قبائلها الفولاني (الموجودة في الوقت الحالي في دولة بوركينا فاسو)؛ حضارة عظيمة في الكثير من جوانبها؛ ولعل أبرز نتاج هذه الحضارة تلك التقاليد الفنية الراسخة؛ والتي تتجلى في فن النحت على المعادن، والبرونز، والفخار المحروق، والخشب كالأبنوس والماهوجنى.
         ومن الفنون التراثية التي لها عمق حضاري في بوركينا فاسو ما يعرف بفن الأقنعة Mask Art، كما يعد فن النحت التقليدى traditional sculpture من الفنون ذات الشهرة العالمية.
     وقد كان القصد من صناعة التماثيل أو المنحوتات في كل أفريقيا جنوب الصحراء وفي مصر هو عمل نسخة خالدة للميت على الأرض؛ ثم توضع في مكان مقدس ويصبح مقصداً للقرابين وإراقة الخمر. وهي رمز للسلف الذي عاد ليعيش بين الأحياء؛ لذلك لم يهتم كثيراً الفنان الأفريقي بالأبعاد والتشريح في منحوتاته كما هو الحال في الغرب.
    ويمكن القول بأن فن شعب بوركينا فاسو هو استثنائي ومتميز جدا في غرب أفريقيا. والفن من المنظور الأفريقي لايعد عملا منفصلاً عن الواقع بل هو جزء من حياتهم اليومية. فجميع أنواع الفنون تستخدم في الحياة اليومية؛ ولا يقتصر على وجوده في المتاحف. وكما يشير شيخ أنتا ديوب في كتابه "الأمم الزنجية والثقافة" أنه لطالما كان الفن الأفريقي في خدمة قضايا اجتماعية، وأن الفنان الأفريقي يصل إلى الجميل عبر المفيد.
 

    وتختلف المجموعات العرقية في بوركينا فاسو من حيث الأساليب الفنية في نقش المنحوتات والأقنعة وفقا لتقسيماتهم اللغوية؛ حيث تتنوع طرق إستخدام الألوان والأبعاد المستخدمة. وحيث تتنوع أشكال هذه الفنون في مختلف القرى. ففي حين تقوم قبائل الموسى بنحت أنماط هندسية باللون الأحمر الأبيض والأسود على أقنعة وجه ثنائية الأبعاد، نجد مجموعة أو قبائل الماندي Mande والبوبو Bobo تستخدم لوحة أوسع من الألوان في أقنعة ثلاثية الأبعاد ذات جبين حاد أفقي. أيضاً ونتيجة لتحركات جماعات كثيرة في جميع أنحاء غرب السودان بعد إنهيار إمبراطورية مالي؛ فقد جلبوا معهم أنماط  وأساليب جديدة من فنون النحت والأقنعة.
 
       والمجموعات النحتية الخشبية الصغيرة التي تنتجها قبائل الموسى في بوركينا فاسو؛ هي الأكثر رواجا في أوروبا؛ وتسمى دمى موسى Mossi dolls، وهناك العديد من الأنماط، ومنها الأقنعة Mask، تنتمي للعديد من المناطق في بوركينا فاسو، وتشترك كلها في شكل أسطواني وكلها لإناث. ويتم شراء الدمى من قبل الأمهات لبناتهم اللاتي يقمن بتزيينها بالجلود والخرز. وقبل الزواج تحمل المرأة بحياء الدمى على ظهرها. وبعد الزواج يتم تسمية الدمية. وفي اعتقادهم أنها تمنح المتزوجين سرعة الإنجاب.
 
     أما بالنسبة للأقنعة فهي لها دور ديني؛ فالأرواح تكون مرئية من خلال الأقنعة. وهذه الأقنعة قد تكون مصنوعة من الأوراق البرية أو الأعشاب؛ التي تمثل قوى الطبيعة، أو تكون منحوتة من الخشب مع أزياء من الألياف النباتية؛ التي تمثل القوى الإجتماعية في القرية. وتستخدم تقريبا ًكل مجموعة عرقية أقنعة لتكون الأرواح مرئية. فنجد أن المجموعة العرقية جورونسى Gurunsi تقوم بنحت أقنعة ذات رموز يستخدمها العرافون لتمثيل الأرواح من مناطق الأدغال المحيطة.  وكل قناع يتم التعبير عما يمثله من خلال خطوات راقصة، وموسيقى مصاحبة. وأداء تعبيرى من الأطفال كما لو كانوا ممثلين بارعين يتقنون الأداء.
       ومن الفنون الأخرى والتي هي محل اعتزاز وفخر ويمكن أن نطلق عليها في بعض أنحاء بوركينا فاسو لقب كاوبوي غرب أفريقيا ‘cowboys of West Africa' حيث يعد ركوب الخيل شيء هام وأساسي جداً في ثقافة جماعات معينة. مثال ذلك وبشكل خاص جماعة الفولاني والذين يفخرون بخيولهم؛ للدرجة التي يعتبرون فيها الحصان جزء من العائلة أو أعز الأصدقاء. وتعتقد قبائل الموسى أن بلادهم جاءت الى الوجود عندما هربت الأميرة يننجا Yennenga مملكة والدها على الحصان.
 
    وكما يشير المفكر السنغالي شيخ أنتا ديوب في أطروحته عن الحضارة الأفريقية؛ بأن هذا الأفريقي ذو الحس المرهف والانفعالي والخالق للفن؛ لا يعني بأنه وكما روج لذلك الكثير من المستعمرون لا عقل له ولا حضارة وراءه؛ بل على العكس فإن هذا الزخم الفنى يعكس ثقل حضاري تمتد جذوره إلى الاف السنين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع:
1-http://www.burkinafasoindia.org/originof_mossiof_kingdom.html
سفارة بوركينا فاسو في دولة الهند
4- ريما إسماعيل (مترجم) شيخ أنتديوب، الأمم الزنجية والثقافة (الجماهيرية اليبية: الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والأعلان،2001).
2-A.A. Illasu, "The Originsofthe MQSSI-DAGOMBA States"(Michigan State University: African e-Journals Project).
3-Christopher D. Roy, Burkina art and performance bibliography (The University of Lowa).
4-Amy Niang, "Aspects of Mossi History: A Bibliography"Electronic Journal of Africana Bibliography).
5-CHRISTOPHER  D. ROY,  MOSSI DOLL          http://www.artofburkinafaso.com/wpcontent/uploads/2016/01/Mossi-Dolls.pdf
6-د/ محمد عبد الغني سعودي، أفريقية (القاهرة:  مكتبة الأنجلو المصرية،2004).

أفريقيا الوسطى بين آمال التحول الديموقراطي وتجدد العنف

لقد عانت جمهورية أفريقيا الوسطى من صراعات ونزاعات دموية على مدار تاريخها ولم تشهد أى مظاهر للتحول الديموقراطي إلا في عام 1993 ففي هذا العام شهدت الجمهورية أول انتخابات متعددة الأحزاب إلا أنها مازالت تعاني من اضطرابات سياسية وأعمال عنف بين القبائل رغم ما شهدته من انتخابات وتدخلات من قبل الأمم المتحدة لمحاولة ضبط الأمن وإعادة الاستقرار.   


لمحة عامة عن جمهورية أفريقيا الوسطى:
إن لجمهورية أفريقيا الوسطى موقع استراتيجي إذ تقع وسط القارة السمراء فيحدها تشاد من الشمال والسودان من الشمال الشرقي ومن الشرق جنوب السودان كما يحدها جنوبًا جمهورية الكونغو الديموقراطية وغربًا الكاميرون.
ويقدر عدد سكان جمهورية افريقيا الوسطى وفق (إحصاء عام 2013) بنحو أكثر من خمسة ملايين نسمة ينتمون إلى قبائل أفريقية مختلفة، وتبلغ مساحتها نحو 620 ألف كيلومتر. ويدين أغلبية سكانها بالمسيحية ويدين بالإسلام أقلية تصل نسبتهم إلى (15%).
وكانت تسمى هذه الجمهورية ب "أوبانغي-شاري" في الفترة من عام 1910 حتى 1960، وكانت جزءا من أفريقيا الاستوائية الفرنسية وقد حصلت على استقلالها عام 1960. .
 الصراع الطائفي والسياسي في أفريقيا الوسطى:

 

تتمثل الصراعات والنزاعات في أفريقيا الوسطى في بعدين رئيسين:
 أولهما: بعد داخلي ويتمثل في صراعات طائفية بين المسلميين والمسيحيين والتي يعود أغلبها إلى نزاعين أساسين:
 الأول: الصراع على الموارد الطبيعية والأراضي، إذ تعتبر الجمهورية غنية بالذهب والفضة إلا أن النزاعات وأعمال العنف المستمرة جعلت أغلب سكانها يعتمدون بالأساس على المساعدات الإنسانية.
 والثاني: الصراع على السلطة إذ ظل يحكمها منذ حصولها على الاستقلال لأكثر من ثلاثة عقود حكام غير منتخبين انتزعوا السلطة بالقوة.
والبعد الثاني بعد خارجي: ويكمن في الصراع بين الأطراف الدولية من أجل الحفاظ على مصالحهم والاستفادة من مواردها.

أشهر الميليشات المتصارعة في أقريقيا الوسطى:
1-  مسلحو تحالف "سيليكا" وأغلب عناصرهم من المسلمين والذين استطاعوا الإطاحة بالرئيس المسيحي فرانسوا بوزيزي في مارس 2013.
2- مليشيا مناهضي بالاكا أو مناهضة السواطير بلغة السانغو وعرفت أيضًا بالمليشيات المسيحية للدفاع الذاتي، وهي جماعات مسلحة محلية أنشأها الرئيس المسيحي فرنسوا بوزيزيه، وتضم في صفوفها بعض جنود الجيش الذين خدموا في عهده. والتي ارتكبت أعمال وحشية ضد المسلمين من حرق جثث وبتر أعضاء وتدمير للمساجد وتهجير أعداد كبيرة من المسلمين.
3- جماعة R3 وقد ظهرت في أواخر عام 2015 تحت زعامة شخص يدعى صديقي عباس، وادعت أن هدفها حماية أهل سكان بوهل الأقليات من ميليشيات أنتي بالكا في منطقة غرب أفريقيا الوسطى.
خطوات نحو التحول الديموقراطي:
منذ أن حصلت الجمهورية على الاستقلال وحتى ثلاثة عقود تالية لم تحدث أية انتخابات بل كان الحكام غير منتخبين يصلون إلى السلطة عنوة وكان البقاء للأقوى مما عرض الدولة لكثير من الصراعات على السلطة.
وللمرة الأولى في أفريقيا الوسطى، جرت انتخابات متعددة الأحزاب عام1993 ووصل الرئيس فيليكس باتاسيه إلى السلطة على عقب تلك الانتخابات وظل محتفظًا بالسلطة عشرة سنوات حتى تمت الإطاحة به في عام 2003 من قبل الجنرال فرانسوا بوزيزي الذي فاز بانتخابات رئاسية في مايو2005. وأعيد انتخاب بوزيزي مجددًا في عام 2011 وكانت فترة حكمه تتسم بالاستقرار النسبي.
عودة الاضطرابات السياسية والأمنية من جديد (تمرد وانقلاب على السلطة):
رغم أن فترة حكم بوزيزي كانت تتسم باستقرار نسبي إلا أن الفساد والمحسوبية كانا من أبرز مظاهر فترة حكمه مما أدى إلى قيام تمرد علني على الحكومة وتكون هذا التمرد من فصائل المعارضة المسلحة المعروفة باسم تحالف السيليكا وقامت تلك المجموعات المسلحة المتمردة بسلسلة من الهجمات في ديسمبر2012 استطاعت من خلالها السيطرة على عدة مدن حيوية وسط وشرقي البلاد إلا أنها سرعان ما دخلت في مفاوضات سلام مع الحكومة في يناير2013 ترتب عليها تشكيل حكومة وحدة وطنية.  ولكن في مارس 2013 استطاع المتمردون السيطرة على العاصمة .
 وبعد فرار الرئيس بوزيزي، نصب ميشيل جوتوديا زعيم متمردي السيليكا نفسه كأول رئيس مسلم في الجمهورية وشكل حكومة انتقالية وخلال فترة حكمه تشرد نحو مليون مواطن جراء الاشتباكات وأحداث العنف التي حدثت بعد استيلاء السيليكا على الحكم، إذ تصاعدت أعمال العنف في بانغوي عندما قامت ميليشيا أنتي بالكا بمعارضة العاصمة من جديد واستمر القتال بينهم وبين مليشيا السيليكا. وقد أدت التهديدات المستمرة ضد المسلمين في غرب ووسط الدولة إلى مغادرة أغلبيتهم من بلادهم وتم إفراغ البلاد من سكانها المسلمين بالإضافة إلى حصار نحو 20000 شخصًا من الأقليات في ستة عشر موقعًا مختلفًا في الجمهورية فلم يتمكنوا من الحفاظ على أعمالهم أو الوصول إلى المدارس ولم تتوفر لهم الرعاية الصحية إلا بقدر محدود ومنذ ۲ يونيو۲۰۱٤ لا يزال هناك ٥٥۷۰۰۰ نازحاً داخل البلاد .
منتدى بانغي ومساعي نحو المصالحة الوطنية:
وفي مايو 2015 عُقدت محادثات عرفت بمنتدى بانغي بين بعض قادة الميليشيات المسلحة ومجموعة واسعة من الجهات المدنية الفاعلة بهدف نزع السلاح وإجراء المصالحة الوطنية إلا أن هذه المحادثات لم تسفر عن تقدم إذ أن آليات التنفيذ في نزع السلاح والجدول الزمني لبدء التنفيذ لم يكونا واضحين منذ البداية وظلت الحكومة الوطنية مقتصرة على العاصمة بينما ظلت الجماعات المسلحة مسيطرة على أراضي شاسعة من البلاد.
وفي ديسمبر2015 تم إجراء استفتاء على الدستور الذي يعطي للرئيس صلاحيات أكبر ويحث على إنشاء جهة عليا للتشريع ومجلس الشيوخ وعلى الرغم مما دار من أحداث عنف اثناء الاستفتاء إلا أنه تم الموافقه عليه بأغلبية الأصوات  
انتخابات يناير2016 وتجدد الآمال:
أُجريت الانتخابات التشريعية في يناير 2016 متزامنة مع الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في ديسمبر2015 وفي 26من يناير أعلنت اللجنة الانتخابية فاوستين تواديرا رئيس الوزراء السابق بأنه الفائز في جولة الإعادة. وقد لقى فوزه ترحيبًا وفرحًا من قبل المواطنين في شوارع العاصمة إلا أن بعض المرشحين أكدوا على وجود تزوير في الانتخابات لكنهم في النهاية تقبلوا النتيجة .  
أولويات وتحديات:
بعد نجاح تواديرا في الإنتخابات تعهد بأداء مهامه دون أي اعتبارات عرقية أو شخصية إذ أنه منذ أن وصل إلى الحكم وكان نصب عينيه ثلاثة ملفات أساسية:
 أولهما إعادة ‏الأمن إلى أفريقيا الوسطى المنقسمة،
 وثانيها تحقيق المصالحة الوطنية
وثالثهما تحقيق الانتعاش الاقتصادي.
 وكان من أبرز التحديات التي واجهته:
1-الوضع الاقتصادي للدولة إذ أنها ثالث أفقر دولة في العالم إذ يعاني أغلب سكانها من أوضاع اقتصادية متردية حيث يعتمد معظمهم على المساعدات الإنسانية على الرغم مما تمتلكه الدولة من موارد طبيعية هائلة وبالتالي فإن تحقيق الانتعاش الاقتصادي كان التحدي الأهم.
2-ضمان استعادة الأمن في جميع أنحاء البلاد وكذلك وضع حد للعنف ومعاقبة المتورطين في إقحام الدولة في اعمال العنف وكذلك نزع السلاح من الميليشيات بالاضافة إلى إعادة اللاجئين إلى أرض الوطن وهذا كله يتطلب الدعم الكافي من الأحزاب والأطراف الموجودة في الدولة .

وقد عرض رئيس الوزراء أمام الجمعية الوطنية في 7 يونيه خطة الحكومة وبرنامجها وحددها في أربع أولويات رئيسية:
1- السلام والأمن والتماسك الاجتماعي.  
2- الإنعاش الاقتصادي.
3-السياسة والحكم الرشيد.  
4-والشئون الاجتماعية والعمل الانساني.

التطورات السياسية بعد وصول تواديرا إلى سدة الحكم:
كان أول ما قام به تواديرا بعد أن أدى اليمين يوم30 مارس2016 هو اختيار سمبليس سارنجي رئيسًا للوزراء وهو مسيحي مستقل وقد عبر الرئيس عن سبب اختياره بأن الظرف الصعب والملح الذي تمر به البلاد والصراعات الدامية على مدار السنتين الماضيتين بين الطائفة المسلمة والمسيحية حتمت عليه هذا الاختيار إلا أن ذلك أثار الشعور بالخيبة لدي المسلمين وقد عبر أمات ديليريس نائب رئيس الأقلية المسلمة بأفريقيا الوسطى عن أن المسلمين تمنوا أن يكون رئيس الوزراء من بينهم من اجل ضمان التوازن إذ أن الرئيس مسيحي .
وفي ابريل 2016, اتجهت أفريقيا الوسطى إلى استقرار سياسي نسبي إذ أعلنت المحكمة الدستورية الانتقالية النتائج النهائية للانتخابات التشريعية وأكدت على انتخاب 128 من أعضاء الجمعية الوطنية البالغ عددهم 140.
وفي 29 ابريل قدمت السلطة الوطنية للانتخابات طلب لبعثة الأمم المتحدة للحصول على دعم تقني ولوجستي لتنظيم انتخابات إقليمية وبلدية. وفي 6 مايو تم انتخاب كريم ميكاسو رئيسًا للجمعية الوطنية ولقى انتخابه ترحيبًا كبيرًا نظرًا لكون هذا يدعم التماسك الاجتماعي وذلك لكونه شخصية بارزة من شخصيات الطائفة المسلمة.
محادثات من أجل تحقيق التصالح الوطني:
 بدأ الرئيس في منتصف ابريل جلسة مشاورات مع الجماعات المسلحة ودعاهم فيها إلى نزع السلاح للتمكن من تحقيق الانتعاش والسلم وفي 2 يوليه رحبت الجماعات المسلحة بانشاء آلية تنسيق وطنية لنزع السلاح والعودة إلى الوطن وتحقيق التصالح الأمني.
وقد استمرت اجتماعات الرئيس تواديرا مع الجماعات المسلحة على مدار شهر يوليه واغسطس وسبتمبر إلا أن ممثلي إئتلاف سيليكا رهنوا مشاركتهم في عملية نزع السلاح بضرورة وضع سياسات أكثر شمولاً للطائفة المسلمة.
عدم الاستقرار السياسي والأمني وتجدد العنف:
رغم كل مساعي الرئيس في تحقيق الاستقرار السياسي وضبط الأمن إلا أن الحالة الأمنية ظلت متقلبة بسبب اشتداد التوترات الطائفية ووقوع اشتباكات متفرقة بين الجماعات المسلحة وكان سبب الصراع كما ذكرنا سابقًا بين ائتلاف سيليكا وأنتي بالكا تعود إلى تصارعهم على السلطة والسيطرة على الموارد الطبيعية بالاضافة إلى التوترات الطائفية التي نجم عنها أعمال سرقة وانتهاكات لحقوق الانسان.
ولقد زادت التوترات الطائفية على أعقاب مقتل شاب مسلم على يد شاب مسيحي وقامت قوات الأمن الداخلي بالقبض على 26 تاجر مسلم كانوا مسافريين إلى بانغي والاحتجاز غير القانوني لستة من الضباط من الطائفة المسلمة.
وفي الجزء الغربي من البلاد استمرت الهجمات والاعتداءات على المدنيين بسبب وجود ميلشيات أنتي بالكا، وفي الجزء الأوسط والشمالي الشرقي في البلاد واصل ائتلاف سيليكا توسيع نطاق سيطرتهم على النظم الضريبية غير القانونية.
وفي أبريل ومايو2016 قامت جماعة R3 بهجمات على القرى الفرعية ردًا على نشاط ميليشيات أنتي بالكا، وفي 27 سبتمبر قامت الجماعة بالهجوم على بلدة عاصمة جنوب محافظة ديغول مما ترتب على هذا الهجوم مقتل نحو 20 ألف شخصًا بالإضافة إلى هجومهم على قرى أخرى.
انتهاكات حقوق الإنسان وفق إحصائيات بعثة الأمم المتحدة:
لا تزال قدرة الدولة على الحد من الحوادث والاشتباكات ضعيفة فخلال الفترة التي تولى فيها الرئيس الحكم وصلت حالات انتهاكات حقوق الانسان كما رصدتها بعثة الأمم المتحدة نحو513 انتهاكًا لحقوق الانسان وذلك ضد 1387 ضحية من بينهم 89 إمرأة و56 فتى و11 فتاه وكان من ضمن هذه الانتهاكات أعمال قتل تعسفي وعنف جنسي وكذلك عمليات اختطاف. كما ارتكبت المليشيات المسلحة نحو 341 تجاوزا. حتى أن السلطة الحكومية كانت مسؤولة  عن 171 انتهاكًا أغلبها احتجازات تعسفية غير قانونية بالإضافة إلى الاعتداءات الجنسية على الأطفال وتجنيدهم في الجماعات المسلحة واستغلالهم.
وماتزال الحالة الانسانية في أقصى درجات التردي في أفريقيا الوسطى إذ أن حوالي 2.3 مليون من مواطنيها من أصل 4.8 مليون يعتمدون على المساعدات الانسانية وفي 15 سبتمبر 2016 وصل عدد اللاجئين في البلدان المجاورة إلى 452095
تردي أمني وعودة بعثة الأمم المتحدة:
لقد أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أنه في الفترة بين 12و27 نوفمبر 2016 قُتل نحو 50 مدنيا على الأقل في المحافظات الفرعية من بوكارانغا وكويي في مقاطعة أوهام بندي على يد جماعة R3.
ونتيجة تردي الأوضاع الأمنية في أفريقيا الوسطى عادت قوات حفظ السلام وكذلك بعثة تحقيق الاستقرار التي تتكون من 12 ألف و870 جنديًا من اجل محاولة ضبط الأمن في جمهورية أفريقيا الوسطى وإعادة الأمان والاستقرار للبلاد  
الخلاصة:
رغم ما خطته جمهورية أفريقيا الوسطى نحو التحول الديموقراطي من عمل انتخابات رئاسية وتشريعية بعد أن كان الحكم يُنتزع بالقوة ورغم إجراء حكومة تواديرا محادثات وتشاورات مع المليشيات المسلحة المعارضة لها من أجل نزع السلاح وتحقيق التصالح الوطني ووضعها لهذه الهدف ضمن أولوياتها إلا أن الحكومة لم تقر استراتيجية حقيقية للمصالحة الوطنية كما أنها لم تبدأ في أية أنشطة ملموسة من أجل تعزيز الحوار بين الطوائف.
فالوضع في أفريقيا الوسطى حتى يومنا هذا مازال غير مستقرًا وحُلم التحول الديموقراطي الحقيقي لم يتحقق بعد رغم كل المساعي والمحاولات من قبل الحكومة الحالية ومازالت التدخلات الخارجية من قبل فرنسا والأمم المتحدة هي سيدة الموقف.
-------------------------------------
قائمة المراجع
أولاً المراجع العربية:
1-أزمة جمهورية أفريقيا الوسطى وتأثيرها الإنساني الإقليمي, مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية, 2014.
2-أسماء عبد الفتاح, الفوضى تشتعل مجددًا في إفريقيا الوسطى, البديل, 22ديسمبر2016, متاح على http://cutt.us/GQ8qR
3-استياء مسلمي أفريقيا الوسطى لاستبعادهم سياسيا, شبكة الجزيرة الاعلامية, متاح على http://cutt.us/RX981
4-التوقعات تصل إلى عنان السماء في جمهورية أفريقيا الوسطى, البنك الدولي, 6/7/2016, متاح على http://cutt.us/JHklO
5-تقرير الأمن العام عن الحالة في جمهورية أفريقيا الوسطى, مجلس الأمن, الأمم المتحدة, 24/8/2016.             
6-عبد الحكيم نجم الدين, إفريقيا الوسطى.. وما بعد الانتخابات الرئاسية, قراءات إفريقية, 2016,متاح على http://cutt.us/EYp0i  
ثانيًا المراجع الأجنبية:
7- Tomas F. Husted & Alexis Arieff, The Central African Republic: Background and U.S. Policy, congressional research service, December 1, 2016 ‎

قبائل الهوتو بين الطبيعة الجغرافية والوضع السياسي

تقرير: رشا العشري
باحثة متخصصة في شؤون الإرهاب والعلاقات الدولية/ جامعة القاهرة

------------------------------------------------------------------------------------



     تعتبر جماعة الهوتو من أكبر الجماعات العرقية في منطقة البحيرات العظمى، فهي مجموعة عرقية من وسط أفريقيا توجد بشكل كبير في رواندا وبوروندي، وهي إحدى طرفي الصراع في الحرب الأهلية في بوروندي مع التوتسي، فالهوتو تمثل 85% من إجمالي السكان يليها التوتسي حيث تمثل 14% وتمثل جماعة التوا 1%. فضلاً عن وجود جماعات مهاجرة تشكل أقلية من مالي، والسنغال، وغينيا، والهند وباكستان، وجالية عربية أيضاً. وتأخذ الهوتو التلال مسكنا لها.
الشكل:
     تتميز الهوتو بأنها جماعة زنجية قصيرة القامة، أما التوتسى فهم من أصول حامية نتيجة الزواج المختلط بالزنوج، وهم يتميزون بطول القامة والرشاقة، والمجموعة الثالثة (التوا twa  ) من الاقزام.

الأصل:
يرجع أصل الهوتو إلى جماعة البانتو، وهو الاسم الصحيح للهوتو، حيث تعني كلمة (ماو هوتو) في (الكيهاميت) وهي لغة التوتسي بـ "الخادم" فعندما أتى التوتسي إلى بوروندي قاموا باعطاء الأبقار والعطايا للبانتو ليرسخوا أقدامهم في الارض وبالتالي شعر التوتسي بأنهم أعلى مرتبة منهم، وبالتالي أطلقوا عليهم اسم الهوتو وقد حاول البانتو رفض اسم الهوتو إلا أنه التصق بهم.
اللغة:
يتحدث الهوتو باللغة الكيروندية، وهناك اللغة السواحيلية وهي لغة التجارة في بوروندي ويلم بها معظم السكان، فضلاً عن اللغة الفرنسية.
الدين:
يدين معظم الهوتو بالمسيحية ذو المذهب الكاثوليكي، حيث أن 60% من السكان كاثوليك، و10% مسلمين، 30% مجموعات مسيحية مختلفة، وأخرى ذات ديانات محلية.
ونجد أن العديد من الحركات التبشيرية التي تبنتها الهوتو كانت جميعها ضد الطوائف البروتستانتية في الجنوب مما أثار مخاوف التوتسي في المناطق الجنوبية من سيطرة الكنيسة باعتبارها قوة منافسة تهيمن على قبائل التوتسي غير الجنوبية.

العادات والتقاليد:
- من سمات جماعة الهوتو أن لديها فلكلور شعبي في أنها تتأثر بالحكايات الشعبية والأساطير، فلديهم بطل شعبي يسمى (ساماداري samadari) وهو يسخر من الأغنياء وهم اصحاب الماشية.
- يرتدي الهوتو ملابس من قماش مثل التنانير وهي مصنوعة من لحاء الشجر، والعباءات المصنوعة من جلود الحيوانات، ولكن تم الاستعانة بالملابس على النمط الغربي، إلا أنهم مازالوا يرتدون تلك الملابس القديمة، كما يرتدون أيضا قلائد الخرز والأساور اليدوية.
- عندما يولد الطفل تترك الأم وابنها بمفردهما في المنزل لمدة سبعة أيام، وفي اليوم السابع يقام حفل لتسمية الطفل.
- يرتبط شباب الهوتو مع بعضهم البعض من خلال الانشطة الجماعية مثل الرقصات المعينة وكذلك الطقوس الكنسية.
الاعياد:
يحتفل الهوتو بأيام الاستقلال البوروندية، وعيد العمال، عيد رأس السنة، والأعياد الكبرى المسيحية.
وخلال الاحتفالات المحلية الكبرى، يشرب سكان بروندي مشروباً تقليدياً يسمى ((امبيكي)) – جعة محلية الصنع من الشعير تقدم في كوب تقليدي جميل.
أيضاً يعد الطبل التقليدي عنصراً هاماً من الموروث الثقافي في بروندي. إن الطبل التقليدي الملكي الذي ُصنع قبل أكثر من أربعين عام يعد الأشهر ويعرف بطبوله التي تسمى باللغة المحلية بـ(امشاكو-ابيشيكسو-وايكرانيا). يترافق الرقص الشعبي مع إيقاع الطبول والموسيقى التقليدية خلال الاحتفالات الشعبية واللقاءات العائلية.
الرياضة والترفيه:
من الألعاب المشهورة والمعروفة عند قبيلة الهوتو لعبة (igisoro) أو تسمى (mancala) في أجزاء من أفريقيا، حيث يقوم فريق بوضع الفاصوليا في ثقوب في لوح خشبي، ويوضع عند خط اللاعبين، ويحاول الفريق الأخر أخذ هذه الفاصوليا من اللوح الخشبي والجري بها، فيقوم الفريق الأول بالقبض على هؤلاء من خصومهم. أما الترفيه فنجد سيطرة الأفلام الأوروبية والأمريكية على دور السينما في رواندا وبوروندي ومشاهدة كرة القدم.
 
المرأة:
تتحمل المرأة العبء الأكبر في النزاع المسلح، فبعد أن يقُتل الرجال أو يُسجنون أو يشاركون في حركات التمرد تصبح المرأة بمفردها ترعى الأسرة، وتحاول ضمان بقاءها على قيد الحياة، وفي الزراعة تقوم النساء برعاية المنزل، وأيضا تزرع في الحقول، كما تقوم بمسح الميدان لإعداده للزرع، أما الفتيان والرجال يقومون برعي الماشية. ولكن مستقبل المرأة غير واضح من حيث التعليم أو مشاركتها في الحياة السياسية.


الحالة الاجتماعية
 
نجد الحالة الاجتماعية عند الهوتو سيئة للغاية من حيث التعليم والصحة ويرجع ذلك للحرب المستمرة في البلاد وعدم الاستقرار الأمني، وفيما يلي استعراض لكل منهما:
التعليم:
لا يحصل الهوتو على التعليم الكافي نتيجة الصراعات والحروب، ونتيجة استحواذ التوتسي على الثروة والسلطة نجدهم يستأثرون بالتعليم، وبالتالي نجد فقر في المساواة بين الهوتو والتوتسي، فضلاً عن رداءة نظام التعليم أدى إلى زيادة الأمية بنسبة 35%، ومع الحرب وعدم الاستقرار تم استخدام المدارس كثكنات للمتمردين، ومأوى للمشردين، فضلاً عن قضاء الحرب على المعلمين، حيث قتل التوتسي من مائة ألف إلى مائتي ألف من الهوتو، والذي نتج عنه وفاة وهروب معظم المتعلمين من الهوتو، والبعض الأخر فروا كلاجئين إلى تنزانيا.
 أما المناطق التي لم تتأثر بالحرب وتركز فيها التعليم مثل العاصمة بوجمبورا وجيتياجا، فمعظم المدارس والجامعات من التوتسي، ولم يحصل الهوتو على نصيب من التعليم كما يحصل عليه التوتسي فهم يشغلون أفضل المدارس في البلاد، ومع فقر الدولة وتراجعها في الدعم بدأت تطالب الحكومة الطلاب بتسديد تكاليف تعليمهم مما زاد الأعباء على الهوتو، وهذا بدوره أدى إلى ظهور حركات وتنظيمات مناهضة للحكومة حيث ظهرت منظمة تشمل جماعة الهوتو مما أثار مخاوف التوتسي.
-    وفي ثقافة الهوتو نجد أن الأدب عندهم يتكون من الأساطير والخرافات.
-    وفي الصحافة والإعلام: نتيجة عدم القراءة والكتابة لم يكن للهوتو نصيب في التأثير على الصحافة والاعلام، فضلا عن سيطرة التوتسي عليها ودحض أي محاولة لسيطرة الهوتو عليها، والدليل على ذلك تم إغلاق جريدة (la verete) وهي جريدة معارضة للتوتسي، وذلك في عام 2000.
الصحة:
حال الصحة كحال التعليم عند الهوتو ، فهناك سوء وإضرار جسيمة في النظام الصحي ، فنجد أن المستشفيات التي لاتزال صالحة للاستعمال ضئيلة جدًا ، فالطب في غاية السوء فضلاً عن قلة الامكانيات ، وقد أدى الانخفاض في التحصين الروتيني إلى ارتفاع مرض الحصبة بالاضافة إلى تفشي مرض الالتهاب السحائي ، حيث يتحمل الهوتو النصيب الأكبر من هذه الأمراض نتيجة الفقر وقلة الامكانيات ؛ وقد أجبرت النزاعات المسلحة العديد من المزارعين في المناطق المرتفعة في البحث عن أراضي أخرى صالحة للزراعة ، ومع اختلاف المناخ في المناطق المرتفعة والممارسات الزراعية غير الصالحة أدى إلى انتشار مرض الملاريا في هذه المناطق، حيث يفتقر السكان إلى حصانة الأرض، مع قلة إمكانيات التنمية في الرعاية الصحية، فضلاً عن حدوث الجفاف في المناطق المختلفة في البلاد ، والصراع الدائم الذي أدى إلى انخفاض في المحاصيل الزراعية مما ساهم في زيادة سوء التغذية على نطاق واسع ، الأمر الذى أدى إلى انتشار مرض الايدز (نقص المناعة المكتسبة) ، مما أدى إلى زيادة معدل الوفيات .
الزواج:
تترك العائلة سواء الرجل أو المرأة في اختيار من تتزوج، وعرف الزواج عند الهوتو أن يدفع العريس إلى أسرة العروسة ثروة تقدر بمجموعة من الابقار والماعز والمشروبات الكحولية، وفي الاحتفال بالزواج يغطي جسد العروس بالحليب ومجموعة من الاعشاب حتى يصبح الجسد نقي، وعند موت الزوج تقام الصلاة والطقوس والخطب، كما لاتعمل أفراد الاسرة ولا يشاركون في بعض الأنشطة، أيضاً لا تعمل المرأة في الحقل، ولا تقيم أي علاقات في فترة الحداد، وعندما تعلن الأسرة عن انتهاء فترة الحداد تقيم طقوس معينة احتفالا بذلك.
-    بالنسبة للزواج بين الهوتو والتوتسي دائما ما يكون نادرا.
اللجوء:
أثرت عملية اللجوء على الهوتو تاثيراً كبيراً، فضلاً عن التشريد والنزوح، الأمر الذي أدى إلى بعدهم عن وطنهم وجعلهم عرضة للقتل والفقر والمجاعة ويرجع ذلك نتيجة للحرب وعدم الاستقرار الامني والخوف من الابادة الجماعية، فقد نزح من 60 ألف الى 80 ألف من الهوتو إلى تنزانيا ورواندا بعد عمليات الإبادة الجماعية عام 1972، وفي عام 1988 نزح حوالي 30 ألف من الهوتو إلى رواندا ، وفي عام 1993 تبعها أكثر من 300 ألف من اللاجئين ، ولايزال هناك العديد من اللاجئين المبعثرين في العديد من الدول المجاورة حتى الان .

النشاط الاقتصادي
 
الزراعة:
تمارس جماعة الهوتو النشاط الزراعي فهو الحرفة الأساسية لديها، ونجد أن المحاصيل الزراعية التي تشغل نصيباً كبيراً من الأرض هي الذرة، والكاسفا، والقمح، الشعير، والبطاطا الحلوة، ومن المحاصيل النقدية نجد الشاي، والقطن، والبن، والتبغ، ونخيل الزيت؛ فمعظم الهوتو يعملون في الزراعة وهي وسيلة التوظيف الوحيدة لهذه الاغلبية ، ويرجع ذلك لأنهم مجموعة من الفلاحين المضطهدين الذين لايملكون أرض ويشكل الكثير منهم عمالة فائضة ، في مقابلها طبقة التوتسي وهي مالكة للاراضي ومهيمنة عليها منذ عام 1974 .
فضلاً عن أن القطاع الزراعي في الغالب ينمو بمعدل سنوي لايتجاوز 1% وهو أبطأ معدل في النمو الحقيقي في قطاعات الاقتصاد ، فأكبر عدد من الموظفين يعانون من البطالة في الريف بسبب النقص في الأراضي ، وعدم وجود أنشطة مربحة بديلة، فضلاً عن نقص الأمطار والجفاف مما أدى إلى تضرر معظم المحاصيل الزراعية ، ومع الفقر أدى إلى قلة القادرين على شراء المواد الغذائية حتى ولو كانت متاحة ، وقد أدى هذا الوضع إلى وجود حالات وفاة من الجوع ؛ أما بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية عند الهوتو تشمل الفاصوليا ، والذرة الرفيعة ، والبطاطا الحلوة ، والكاسافا، والحليب، ولحم البقر وهي الأطعمة الهامة لديهم ، كما تؤكل لحوم الماعز وحليب الماعز من قبل الناس ذو الوضع الاجتماعي المتدني .
البنية التحتية
معظم الطرق في بوروندي غير معبدة، كما لا توجد بها خطوط سكك حديدية. وتحمل البواخر عبر بحيرة تنجانيقا البضائع بين بوجومبورا، وكيجوما في تنزانيا، وكاليمي في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) ويوجد في بوجومبورا مطار دولي. تعد تجارة بوروندي خارج الحدود باهظة الثمن وصعبة؛ لأنه يجب شحن البضائع وتفريغها من السفن وعربات النقل الحديدية مرات عدة، قبل أن تبلغ وجهتها النهائية.
الصناعة:
تشمل حرف الهوتو صناعة الفخار، والمشغولات الخشبية، والمجوهرات، والأعمال المعدنية، والسلاسل.
التعدين:
لم يستحوذ الهوتو على نصيب من الثروة المعدنية حيث يستأثر بها التوتسي ونتيجة ذلك قام المتمردون الهوتو بتفجير مناطق التعدين، الأمر الذي أدى إلى خروج شركات أجنبية من مناطق التعدين وسحب استثماراتها باعتبارها منطقة غير آمنة.
إذن فان نظام الطبقية الذي خلفه الاستعمار مع سيطرة التوتسي على الموارد في البلاد نتج عنه وجود علاقات اقتصادية غير متكافئة.
الأقلية الهندية في بوروندي ودول شرق أفريقيا
يمثل الهنود أحد أهم الأقليات التي لها تأثيراً في بوروندي ودول شرق أفريقيا بشكل عام، فهي تعتبر من الطبقات الرئيسية المشتغلة بالتجارة، ويحترمها العديد من سكان المجتمع البوروندي باعتبارها من أهم الأقليات التي ليس لها تأثيراً سلبياً على المجتمع كالعديد من الأقليات المسلمة في الدولة أيضاً، ونتيجة السياسة الاقتصادية الانفتاحية التي انتهجتها العديد من دول شرق أفريقيا فساعدتهم على الاتجار والاستقرار وتحقيق السيطرة على العديد من الشئون الاقتصادية، وهم مثل العرب جاءوا مع الرياح الموسمية للتجارة. وعندما جاء البريطانيون شجعوا الهجرة الهندية. ويتسم الهنود بسمات دينية وطائفية (حسب الجنس، من باكستانPakistani أو جاءوا من الهند في عام 1948 م).
ينقسم الهنود إلى مجموعتين هما المسلمين والهندوس. أما الهندوس فعقيدتهم الهندوسية وهي عبادة الأبقار ولهم معابدهم الخاصة وأبقارهم المقدسة والمكان الذي تحرق فيه جثث موتاهم ويسمون بانيان Banyans باللغة السواحيلية وهم غالباً تجار ومنهم فئات فقيرة أصحاب مهن مختلفة مثل العربجية والحلاقين والاسكافيين، وللهنود دور في دعم الاقتصاد حيث قاموا بتمويل مشاريع زراعية وتطوير تجارة القوافل الداخلية.
قد تمكن عدد من التجار الهنود من شراء إقطاعيات زراعية مما جعلهم يضيفون إلى تجارتهم دعامة جديدة من السيطرة على قدر من الأراضى الزراعية. سواء في بوروندي أو تنزانيا أو دول شرق أفريقيا بشكل عام.
اعتبرت بريطانيا الهنود (رعايا بريطانيين)، وشجعت هجرتهم إلى شرق أفريقيا لحاجتها إلى العمالة الهندية (الفنية والحرفية) فأرادت بريطانيا الاستفادة من خبرة الهنود في التجارة وعمليات الصرافة والسمسرة وتوظيف رؤوس أموالهم مما ساعد على ازدهار التجارة. فنظر البريطانيون للهنود على أنهم الفئة التي تليهم درجة ولذا يحق لها أن تختلط وتنسجم معهم دون سواهم. فكان للهنود دور مهم في تجارة شرق أفريقيا.
النظام السياسي:
 
تعد الأسباب السياسية من أهم الاسباب في نشأة الصراع ، وتكمن هذه الأسباب في النزاع على السلطة بين الأغلبية من الهوتو والأقلية من التوتسي ، وكذلك الصراع العرقي الذي أدى إلى حرب الإبادة الجماعية ، يليها التركيبة السكانية في المجتمع وما ترتب عليها من وضع قبلي واجتماعي أدى إلى خلق مشكلات سياسية حادة أعقبها حرب مشتعلة راح ضحيتها مئات الألاف من كلا الطرفين، وقد حافظت التوتسي على الهيمنة السياسية لمدة أربعة عقود وخلال هذه الفترة استطاعت التوتسي أبعاد الهوتو عن السلطة السياسية بل والسيطرة على كافة المؤسسات في الدولة ، فضلاً عن هيمنتها الاقتصادية ، ومع سوء عدالة التوزيع في الموارد وممارسة القمع على الهوتو أدى إلى اشتعال الحرب بين الطرفين وفشل أي محاولة للوصول لاتفاق سلام بين الجانبين .
القضاء:
لايستحوذ الهوتو على القضاء بل يستحوذ عليه التوتسي ويسيطر على كافة مؤسساته، وبالتالي فهم يفرضون العقوبات القصوى على الهوتو بينما يرفضون أو يكرهون إدانة التوتسي.


الدفاع والامن:
تقوم جماعة الهوتو بتكوين ميليشيات عسكرية تدعمها فصائل معارضة لحكم التوتسي وهي قوى وجماعات مسلحة ومن هذه الفصائل المتمردة جماعة تعرف باسم (المجلس الوطنى للدفاع عن الديمقراطية CNDD ) ، (قوات التحرير الوطني  FNL) ، (وقوات الدفاع عن الديمقراطية   FDD) ، وهذه الفصائل تمتلك من 5 ألاف إلى 6 ألاف من المقاتلين الذين يتسلحون تسليحاً خفيفاً .
في المقابل يسيطر التوتسي على الجيش كاملاً، فمعظم الجنود من التوتسي حيث تصل رصيد التقديرات العسكرية من عام 1999-2000 إلى 45500 جندي، فضلاً عن احتوائه على أسلحة عسكرية مختلفة.
-    ونجد أن رفض قوات المعارضة من الهوتو على المشاركة في اتفاق السلام مع التوتسي ورفض الانضمام إلى المفاوضات كان له الأثر الكبير في زيادة حدة التوترات واستمرار الحرب بين الجانبين.

علاقة جماعة الهوتو بالجماعات الإثنية الاخرى
 

 من الصعب معرفة القواسم المشتركة من حيث اللغة أو الثقافة والتاريخ والتنظيم الاجتماعي بين مكونات المجتمع البوروندي حيث نجد هذا المجتمع غير متجانس ، ولكن نجد علاقة الهوتو بالجماعات الموجودة باستثناء التوتسي علاقات عادية ليست صراع ، ولكن علاقتها مع التوتسي علاقة صراع وحرب على السلطة والموارد الاقتصادية ، وبالتالي فالزواج بينهم ليس من المألوف أو النادر، وتعتبر الخريطة الإثنية في بوروندي نموذج للانفصال العرقي والتطهير الاثني ، حيث يوجد أعداد كبيرة من التوتسي تتركز في شمال شرق كلاً من (كاينزاـ نجوزوا – كيروندا- وبعض المحافظات)، بينما يتركز الهوتو في الشمال الغربي (كيبيتوك- ومحافظات بوبانزا – فضلا عن تمركزهم في التلال) .

 إن ما استعرضناه عن جماعة الهوتو البوروندية يوضح لنا مدى أهمية هذه الجماعة في المجتمع البوروندي ومدى قوتها وكيف أن حقوقها كانت مهدورة من قبل الأقلية الحاكمة في فترة سيطرة التوتسي، تحول الوضع وأصبح السيطرة للهوتو بعد تولي الرئيس نكورونزيزا الحكم في بوروندي، إلا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية أصبحت غير مقتصرة على الهوتو فقط بل تشارك فيها شعب الدولة من العرقيات المختلفة وكذلك الأمر بالنسبة لدولة رواندا، وإن تتميز بالوضع المستقر والتنمية الاقتصادية مقارنة بجارتها بوروندي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع

1- BOOKS :
-lemarshand  rene , Burundi ethnic conflict and genocide (Cambridge: Cambridge university press, 2004).

2-stratigic reports :

- legume colin (ed), Africa contemporary record  (new yourk and gondon : Africa publishing company , vol 17 , 1984-1985) .
- Africa contemporary record (vol 19 , 1986-1987) .
 -Africa contemporary record (vol 27, 2000) .

-    موقع  Pan Africa Press
http://panafricapress.com/510?lang=ar
-    موقع ستار تايمز
http://www.startimes.com/?t=32764233
-    مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط
http://www.beirutme.com/?p=19774
-    موسوعة ويكيبيديا
-    http://www>wtgon line > com /country/rw/gen >html

اصدارات المركز


اخر المقالات


المكتبة الصورية


المرئيات


قناة اليوتيوب


المكتبة

عنوان الكتاب المؤلف نوع الكتاب الطبعة الاصدار الناشر دار النشر
الإشكاليات التنموية للمؤسسات الصغرى في تونس سعد الحفظاوي الاقتصاد 1 2015-01-21 15:11:00 مجمع الأطرش مجمع الأطرش - تونس
خيانة القاهرة شيرين أبو النجا ادب 1 2009-01-21 15:09:00 مكتبة مدبولي مكتبة مدبولي - مصر
جغرافية القارة الافريقية وجزرها مجموعة مؤلفين جغرافية 1 2000-01-21 15:08:00 دار الجماهرية للنشر دار الجماهرية للنشر - مصر
التسوية السلمية لنزاعات الحدود في افريقيا د. نادية عبدالفتاح عشماوي سياسة 1 2015-01-21 15:07:00 المكتب العربي للمعارف المكتب العربي للمعارف - مصر
الأحوال العامة لجبل نفوسة في المغرب الأدنى د. حارث كريم جياد الفاعوري تاريخ 1 2020-01-21 15:04:00 دار امجد دار امجد - العراق

المواقع التابعة