بوركينا فاسو بلد الأحرار وشعب يصعب إفساده

02/07/2022

1695 مشاهدة

     تعتبر بوركينا فاسو أحد أهم دول القارة السمراء التي تتوسط غرب أفريقيا، فهي دولة داخلية لا تملك سواحل بحرية، يحيطها ستة دول هي مالي من الشمال، النيجر من الشرق، بنين من الجنوب الشرقي، توغو وغانا من الجنوب وساحل العاج من الجنوب الغربي. تقع بوركينا فاسو ضمن دول الصحراء الكبرى في أفريقيا. وتتميز بثرواتها الطبيعية التي لا مثيل لها، وأهم تلك الثروات المنجنيز، الذهب، النحاس، الحديد، الفوسفات، وحجر الكحل، النيكل، البوكسيت، القصدير، الزنك، الفضة. كما تمتلك ثروة حيوانية قوية، فهي أكبر مصدر للماشية للدول المجاروة؛ كما تملك كميات هائلة من مناجم الذهب، ناهيك عن غزارة الأمطار، فأراضيها يملأها الخير؛

-أصل التسمية
     "بوركينا فاسو" لم يكن هذا الاسم يطلق عليها هباءً، فذلك الاسم الذي اطلقه عليها، الرئيس الثائر "توماس سنكارا" في الرابع من أغسطس عام 1984، حيث وجد أن هذا الاسم هو الأنسب ليطلق على شعب ثائر أراد أن يتخلص من براثن الاستعمار، ليعيد كرامته، فأطلق عليها بوركينا فاسو ليدلل من خلاله على كرامة شعبه وشهامتهم! كما تعرف بوركينا فاسو في اللغة المحلية: بأنها "أرض الناس الصالحين"، أو "الشعب الذي يصعب إفساده"،
    فالاسم يتكون من اللغات الثلاث الأكثر أصالة في البلد؛ وهم، اللغة الموشية وهي لغة أكبر القبائل الموجودة في بوركيا فاسو، وتعني السكان الأصليون والغالبية، ولغة جولا أو البمبارا، وتعني بلد الأحرار أو الأشراف، أو الطاهرين،؛ وهي لغة تجارية يعرفها أكثر التجار، وهي ليست تابعة لقبيلة واحدة, وهي معروفة حتى في دول مالي وتشاد وساحل العاج؛ أما لفظ فاسو فتعني في اللغة الفلاتية، وطني الأم، وهي لغة منتشرة بين الشعب ـ كما يرجع لهتين اللغتين الفضل في نشر الإسلام في بوركينا فاسو، ومن ثم فإن التسمية جاءت لتدل على حب الوطن. وقد كان يطلق عليها قديمًا اسم "فولتا العليا" نسبة إلى النهر الذي يمر بالمنطقة، أما عن اللغة الرسمية في البلاد والتي يعرفها الكل تقريباً هي الفرنسية.



- سكان بوركينا فاسو.. نشاط بشري متنوع
     وكباقي الدول الأفريقية، يتوزع سكان بوركينا فاسو البالغ عددهم 15 مليون نسمة، بين العديد من العرقيات والإثنيات الكبيرة، هي: الوالتايك والماندي (الموسى)، فيما يتوزع باقي السكان بين إثنيات قليلة العدد نسبيًا، وهي: الفلاني، لوبي، بوبو، سنوفو جورونسي، بيسسا، وجورمانش، ويشكل كل من البوبو، والجورونسي واللوبي منفردين أقل من 10% من السكان، ويسكن شعب البوبو الجنوب الغربي، ويقطنون قرى كبيرة حيث يشيدون منازل تشبه القلاع، جدرانها مبنية من طوب اللبن وسقوفها من القش. وتبنت مجموعة الجورونسي التي تسكن حول كودوجو التغيرات الحديثة بسرعة أكبر من شعوب الموساي. يسكن شعب اللوبي في منطقة جاوا، وقد كانوا منذ أمد طويل صيادين بارعين ومزارعين مهرة، أما الآن يهاجرون للعمل في المدن والمناطق المحيطة بها.
أما مجموعة الماندي، فتشمل شعوب البوسانسي، والماركا، والسامو، والسنوفو. هذه الشعوب فروع لمجموعات الماندي التي تسكن في مالي وغينيا وفي شمال ساحل العاج، وفي الوقت نفسه يوجد في بوركينا فاسو عدة آلاف من الرعاة الرحل من الفولاني والطوارق، يتجولون بخرافهم وماعزهم وبعض المواشي الأخرى في المناطق الرعوية في الجزء الشمالي من بوركينا فاسو. وهناك أيضًا عدد قليل من التجار الهوسا الذين يسكنون المناطق الحضرية.
     وتعتمد بوركينا فاسو في اقتصادها على تصدير الماشية، حيث تعد تربية الأبقار النشاط الأكثر أهمية في اقتصاد بوركينا فاسو، فيوجد بها ما بين 2 و3 ملايين رأس من الأبقار والماعز والأغنام. ويشكل التصدير ما بين ثلث إلى نصف عائد الصادرات.

 


     كما توجد معظم الأراضي الصالحة للزراعة في أودية الأنهار، لذلك يستغل المزارعون معظمها تقريبًا لزراعة المحاصيل الغذائية، مثل: الفول، والذرة الشامية، والدخن، والأرز، والذرة، والفونيو وهو عشب بري حامض تستخدم بذوره حبوبًا غذائية، أما المحاصيل النقدية فهي القطن، والفول السوداني وجوز الشيا وهو نبات تحتوي بذوره على دهن يستخدم في صناعة الصابون.
وتصدر بوركينا فاسو المواشي إلى ساحل العاج وغانا، والقطن وجوز الشيا إلى فرنسا، وتستورد الغذاء والمعدات الزراعية من فرنسا ومن الدول الأعضاء في الجماعة الأوروبية.
كما يذهب العديد من الشباب المزارعين إلى غانا وساحل العاج للعمل في مزارع الكاكاو والبن لمدة عامين أو ثلاثة، ويشكل ما يبعثون به من مال إلى وطنهم جزءًا مهمًا من الدخل القومي في بوركينا فاسو.
     كما يعتمد المواطنون في بوركينا فاسو على الدراجات النارية، في التنقل، حيث توجد في شوارع العاصمة "فاجادوجو" عددا مهولا منها فلا يوجد شخص تقريبًا لا يملك هذه الوسيلة من المواصلات والتي سهلت على الشعب التنقل حتى بين المدن.

 


-الزي البوركيني بين التمدن والأصالة
في العاصمة يلبس الشباب (البنطلون والتي شيرت) ولكن في المدن الداخلية يلبس المواطنون ألبسة محلية واسعة فضفاضة مزخرفة وبألوان زاهية, وطاقية خاصة بهم تلمس فيها الثقافة الإسلامية.  
وفي الأعياد يقوم الأطفال بعد الخامسة مساءاَ بالتجمع فرقا فرقًا, وفي أيديهم علب صغيرة ويمرون على البيوت يجمعون النقود، ومن عادات القرى تجمع أهالي القرية في مكان واحد يشبه الساحة وأداء الرقصات المحلية, وهي من التجمعات النادرة لكامل القرية, وتكون فقط في عيدي الفطر والأضحى.
ومما يلفت النظر في شوارع العاصمة بعد دخول أوقات الصلاة أن ترى عشرة أشخاص أو عشرين شخصا أقاموا صلاة الجماعة؛ إذ يتجمع التجار والعاملون في الدكاكين والحانات ليصلّوا أمام محلاتهم بشكل يعكس إسلاماً خالصا متمكنًا في تلك الشعوب.



-لمحة تاريخية
كانت بوركينا فاسو (فولتا العليا) سابقًا جزءًا من مملكة غانا، ثم مملكة مالي الإسلامية، ثم خضعت لمملكة صنغاي الإسلامية، وبعد تفتت المملكتين ظهرت مملكة (فولتا)، التي اتخذت من مدينة واجادوجو عاصمة لها- وما زالت- ثم ما لبثت مملكة (فولتا) أن وقعت تحت الاستعمار الفرنسي، حالها كحال باقي الممالك والدول الواقعة في غرب القارة السمراء التي استعمرتها فرنسا في القرن التاسع عشر، حيث وقع المستعمر الفرنسي معاهدة مع مملكة (فولتا) عام 1896 انضمت بموجبها إلى مملكة السنغال العليا، ويذكر المؤرخون أنه عندما حاول مواطنو فولتا العليا نيل استقلالهم وقعوا تحت ضغوط استعمارية قوية، تم على إثرها تفتيت أراضيهم بين دول ساحل العاج ومالي والنيجر، وظلت على هذا الحال حتى استعادت فولتا العليا وحدة أراضيها في مستعمرة واحدة يسيطر عليها الاحتلال الفرنسي، وكان ذلك في عام 1947، وظلت على ذلك الحال حتى نالت استقلالها التام عام 1960.

دخول الإسلام
     عرفت بوركينا فاسو الإسلام منذ قرون طويلة، حيث يُرجع المؤرخون بداية دخول الإسلام إلى أرض الناس الصالحين في القرن الخامس من هجرة النبي صلى الله وعليه وسلم، طبقًا لما ذكره المؤرخ البوركيني "جوزيف كي زيربو" في كتابه: (تأريخ إفريقيا السوداء)، حيث أشار أيضًا إلى أن بوركينا فاسو عرفت الإسلام في نفس الفترة التي دخل فيها الإسلام والمسلمين إلى مملكة غانا، انطلاقًا من أن بوركينا كانت في تلك الفترة جزءًا من مملكة غانا.
 ويقول المؤرخون: إن انتشار الإسلام ودخوله إلى دول غرب إفريقيا، ومنها بوركينا فاسو، بطبيعة الحال، يمكن تقسيمه إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: تبدأ 640 م، وتنتهي حوالي 1050م، والتي تم فيها فتح المسلمين لدول الشمال الإفريقي، وتحديدًا بعد أن تم فتح مصر، حيث اتجه بعدها العرب والمسلمون إلى الغرب، واستطاعوا أن ينتصروا على الجيوش الرومانية ومن ساعدهم من الأهالي ولاسيما البربر، وتذكر كتب التاريخ أن العرب والمسلمين وقعوا صلحًا مع البربر، شريطة أن يقدموا ألف مقاتل إلى جيش المسلمين، أملاً في أن يتحول هؤلاء البربر إلى الإسلام.
     المرحلة الثانية: حيث توقف الإسلام قليلاً عن الانتشار في الغرب الإفريقي في أواخر القرن العاشر الميلادي الرابع الهجري، وأرجع المؤرخون ذلك إلى ثورات البربر وحروب الروم، وفتن ملوك المغرب، إلا أن ظهور حركة المرابطين(في القرن الحادي عشر) كان له دور كبير في تعظيم الروح القومية لدى قبائل البربر، الأمر الذي ترتب عليه اجتذاب عدد كبير من قبائل البربر نحو الاندماج في الأمة الإسلامية، الأمر الذي كان له دور كبير في نشر الدعوة الإسلامية، وأرجع المؤرخون ذلك إلى القرنين الحادي عشر والسابع عشر، في منطقة غرب إفريقيا والسودان الغربي خاصة بين الزنوج.
كما تشير كتب التاريخ إلى أن البربر أول من أدخلوا الإسلام في السنغال والنيجر وغانا، كما تمكن البربر عام 1076م من طرد الأسرة الحاكمة في غانا، الأمر الذي ترتب عليه إسلام كثير من أفراد الشعب.
أما المرحلة الثالثة: فتمتد بين عامي 1750 : 1901م، وقد شهدت نهضة قوية للإسلام، حيث ظهور مشايخ الطرق، في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، بالإضافة لظهور عدد كبير من الدعاة المسلمين الأفارقة، يأتي على رأسهم (عثمان دانفوديو، ومحمد الأمين الكانمي، والحاج عمر بن إدريس، ومحمد المهدي).

-أحوال الإسلام والمسلمين
     يتضح مما سبق أن دخول الإسلام في هذه الدول أو المدن التي فتحت لا صلحا ولا عنوة، وبالتالي لم تشهد جزية ولا خليفة ولا واليا. ويعادل نسبة المسلمين 55 % على أقل تقدير، وتصل في بعض التقديرات إلى 75 %؛ فالإسلام هو الديانة الكبرى هناك، تليها المسيحية، ثم الأديان التقليدية أو البدائية الأخرى.
     وقد اعتمد العمل الإسلامي في بوركينا قديما على الجانب الدعوي التقليدي. حيث يمثل شيخُ القرية الإسلامَ، يستشار فيشير، يستنصح فينصح، يدعى لرقية المريض فيرقيه بآيات قرآنية وأدعية معينة؛ له الكلمة في المناسبات والخطبة في الجُمعات، كما يرجع الناس إليه في الفتوى. ويعلم الناس ويحفظهم قراءة القرآن، وفي مقابل هذا العمل الإسلامي يخدم الطلاب الشيخ، ويبيتون عنده إذا أرادوا، ويأتي أهل المستطيع منهم للشيخ بشيء من القمح أو الأرز أو الشعير أو المال؛ ولا تحديد لأي شيء نسبة ولا مقدارا. وهكذا فإن في مقابل العمل الإسلامي يعيش الشيخ –في الغالب- على العطايا.
ومع بداية نظام التعليم في العصر الحديث وظهور الحاجة إليه، بدأ الآباء يَخرجون بأبنائهم من الكتاتيب لدى الشيخ إلى المدارس الدينية أو القرآنية كما يفضل الفرنسيون، وكان ذلك في مقابل مدارس التعليم الحكومية المتبنية للتربية والتعليم الفرنسي، والقائمة على اللغة الفرنسية. والسبب في ذلك هو أن المشايخ كانوا يذهبون إلى حرمة الالتحاق بالمدارس الحكومية؛ من باب الولاء والبراء، أو كراهيتها على أقل تقدير. فأصبح الشعب البوركيني بين خيارين، المدارس الحكومية (Ecole)، أو المدارس الدينية (Madrasa)، علما أن بدايات نشأة المدارس الدينية لقي كذلك إنكارا من مشايخ الكتاتيب، لذلك فـأقل من 20% فقط من سكان بوركينا فاسو يستطيع القراءة والكتابة، وحوالي 32% من الأطفال يتلقى تعليمًا ابتدائيا، ولكن يذهب 6% منهم فقط إلى المدارس الثانوية.

     فميلاد المدرسة كان بداية العمل الإسلامي الجديد في بوركينا فاسو ولم يختلف الهدف في العمل الإسلامي في هذه الحقبة مع ذي قبل، فكلاهما يسعيان إلى تعليم الإسلام وتدريسه. إلا أن العمل الإسلامي امتاز عن المرحلة السابقة في محاولة تعليم العربية والنطق بها؛ على خلاف الشيخ قديما فهو يُعلّم ويدرّس القرآن والحديث ويفسر ويشرح معتمدا على تلقيه من شيخه السابق دون إلمام باللغة العربية. فالتحدث باللغة العربية والقدرة على القراءة بها من مميزات هذه المرحلة، ومن هنا توجه العمل الإسلامي من نطاقه التقليدي إلى شيء تقليدي؛ بثوب جديد، وأصبحت المدرسة محك العمل الإسلامي، منه يخرج الواعظ والشيخ والمحفّظ. وقد أسس بعضها الجمعية الإسلامية –أقدم مؤسسة إسلامية للنظر في شؤون المسلمين، وهي أهلية، وتقليدية، إلا أن أغلب المدارس تتسم بالطابع الفردي في التأسيس والرؤى والعمل.
وتطورت المدارس الدينية مما جعل بعض المشايخ الذين وقفوا ضدها بالمرصاد بالأمس يرسلون أبناءهم إلى الدراسة فيها تأهيلا لخلافتهم من بعد. ثم من المدارس الدينية -التي ينتهي كلها بالمرحلة الثانوية- لذلك بدأ البوكينيون يبحثون عن الدول العربية لمواصلة سير الدراسة. فالدول العربية بنظرهم أم الإسلام وحاضنته، وهكذا دخل العمل الإسلامي طورا جديدا.


الحضور المسيحي والسيطرة على مؤسسات الدولة
     إن الحضور المسيحي القوي يتعلق بنجاح مؤسسات التبشير، وتغلغلها في بعض مؤسسات الدولة، وأبرزها مؤسسة الحكم، والمؤسسة الاقتصادية، والمؤسسة التعليمية، وقد ارجع الدكتور سعيد زيري- رئيس اتحاد طلاب بوركينا فاسو بالجامعة الإفريقية العالمية- ذلك إلى تفشي الجهل بين المسلمين، نتيجة لإحجام الأهالي عن إلحاق أبنائهم بالمدارس التي تسيطر عليها مؤسسات التنصير، والتي تشترط على الراغبين في الالتحاق بها تغيير أسمائهم الإسلامية إلى أسماء مسيحية، مبينًا إن الأقلية المسيحية نجحت بمساعدة الاستعمار الفرنسي في التغلغل والسيطرة على كل مقدرات الدولة من خلال وصول أبنائهم لأعلى المراتب العلمية في ظل انسحاب أبناء المسلمين تمامًا من الساحة. كما يعاني الدارسون باللغة العربية للعلوم الإسلامية والشرعية من تردي أوضاعهم المعيشية، لضعف حضورهم في المؤسسات لأن كل المتخرجين من الكليات العربية والجامعات الإسلامية لا تقبل مؤهلاتهم مهما كانت لكون المدارس التي تعلم اللغة العربية لا تزال ضعيفة لذلك لا تقبل الدولة توظيف أي شخص ليس متخرجًا من مدرسة فرنسية؛ لاسيما الدعاة والأئمة؛ بسبب عدم اعتراف الحكومة المسيحية بهم.
من هنا، يتضح رغم العديد من الظروف الصعبة التي تمر بها بوركينا فاسو إلا أنها لا تزال في البلاد خيرا كثيرا؛ فهي أرض خصبة جاهزة لكل شيء، للتجارة والصناعة والزراعة والاستثمار والتعليم والتربية لصناعة إنسان وتأسيس حضارة، كل ذلك فقط يحتاج لأيدي عربية أفريقية تتعاون لتحقيق الخير والرفاهية لأرض الصالحين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر/
- دكتور عبد الغني سعودي ، شخصية القارة  وشخصية الاقليم، مكتبة الأنجلو المصرية،2004م.
- تاريخ الدول الإسلامية السودانية بإفريقيا الغربية، عبد الرحمن زكي، القاهرة: المؤسسة العربية الحديثة،1961م.
- سكوتوري، مستقبل العمل الإسلامي في إفريقيا الغربية: بوركينا فاسو نموذجاً، موقع اسلام أون لاين http://islamonline.net/3823
- - أحمد يوسف  مشاهداتي في بوركينا فاسو، موقع http://www.rassd.com/5-43944.htm

المعرض


ملاحظة/ التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر
التعليقات