02/07/2022
2392 مشاهدة
لم يكن التشيع في افريقيا أمراً طارئاً أو حدثاً غريباً عن القارة السمراء, وإنما هو ظاهرة راسخة في تأريخها قبل القرن الرابع إذ أسس الفاطميون مدينة المهدية في ولاية إفريقيا, واتخذوا منها عاصمة لدولتهم الناشئة, ولو لم يكن التشيع قبل هذا التأريخ لما أمكنهم تعزيز وجودهم وبناء دولتهم وبسط نفوذهم.
ولم يكن الوجود الشيعي آنذاك مصدر قلق لسائر طوائف المسلمين, إذ أثيرت الفتن فيما بعد بتحريض من أعداء الإسلام الذين ما فتأوا يخوّفون الناس من التشيع لئلا تحصل صحوة إسلامية من الراجح أن تكون مقدمة لوحدةٍ بين الطوائف الإسلامية, تجعل من المسلمين أقوى اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً, وذلك ما يعطي البلدان الإسلامية منعةً وصلابة بوجه أعداء الإسلام المتربصين بثروات المسلمين والنسيج الاجتماعي تربص السوء.
ولو تنبّه المسلمون ان التخويف من التشيّع إنما يصدر من أعداء الإسلام, فهل يصدق في نصح المسلمين من أراد بالمسلمين شراً ؟!, بل يكذب راجياً المزيد من الفرقة والضعف, وهو الفخ الذي وقع فيه كثير من الناس, وكان الأولى إشاعة ثقافة قبول الآخر, والتعايش السلمي, والسلم الأهلي, وتفويت الفرصة على مريدي الفتن.
ولعل التنوّع الديني في إفريقيا وتحوّل بعض المسلمين إلى المسيحية الذي لم يستفز مروّجي الفتن وروّاد الشقاق يفضح الأهداف الشيطانية من وراء التخويف من الشيعة في إفريقيا, إذ يستهدفون المزيد من الشقاق الإسلامي والضعف الممهّد لتمكين الآخر من مقدرات المسلمين.