06/08/2022
2133 مشاهدة
يعد الماس واحداً من أثمن المجوهرات في العالم؛ لجماله وندرته وقساوته التي تجعل منه ضرورياً لبعض الصناعات مثل ادوات حفر الآبار, ورغم غلاء ثمنه الذي قد يصل ملايين الدولارات للقطعة الواحدة, إلّا أنه لم يكن كافياً لتحسين الوضع الاقتصادي لدول إفريقيا المصدرة للماس.
فجمهورية إفريقيا الوسطى من أكبر منتجي الماس في العالم لكن الماس هناك كان سبباَ للحروب والصراعات الداخلية وتسليح جماعات خارج إطار القانون, وقد برزت دول إفريقية أخرى كبتسوانا وأنغولا وجنوب القارة السمراء في موقع الصدارة في انتاج الماس, رغم وجود دول غير إفريقية تمتلك مناجم تصدر قرابة الثلث من انتاج العالم بمجموعها خصوصا كندا وروسيا واستراليا, ولكن تبقى افريقيا متربعة على عرش صدارة انتاج الماس كما يفيد الخبراء خاصة في مناطق عبثت فيها الحروب حتى مزقتها كالكونغو الديمقراطية وسيراليون.
وبعد كل هذا هل شفع الماس لإفريقيا عند روّاد القرار والسلطة في العالم ؟!, هلّا تركوا إفريقيا تتنفس وتنمو وتنعم بالرخاء بعد أن زينتهم بالمجوهرات ولم تبق لنفسها رداءً يستر عورتها!, يبدو أن الماس ليس اهلاً للشفاعة عندهم, بل هو سبب بقاء إفريقيا في رداء الرقّ ولباس العبودية؛ لكي ينعم العالم السفلي ... عفواً الغربي بالرفاهية, ولتبقى دول الثروات تصارع من أجل البقاء, وتتنفّس الصعداء إذا رضي عنها عفاريت السياسة ذووا العيون الزرقاء.
وليس العراق ببعيد عن هذه المعادلة غير العادلة, فهذا الجنوب الثري بنفطه الفقير بزرعه وصناعته ما فتئ ينزف خزينه من الطاقة الذي حباه به الباري وكَنَزَهُ آلاف السنين حتى كاد نزيفه يتخم شياطين السياسة وأساطين الثروات, وعلى الرغم من ذلك لم يرَ سكان تلك المناطق رغد العيش ولا هنأ الحياة, بل تراهم ينزفون الدماء دفاعاً عن الأرض والعرض مستمسكين بثرى أثرى بطون الغرباء وأقرح جفون الأقرباء.
إنها لقسمة ضيزى أن ينعم الأباعد والدخلاء بالثروات المنهوبة من شعوب مهتضمة, ويعيش سكان أراضي الكنوز بفقرٍ مدقع وضيم أَشِرْ, وليس لهم سهم إلّا الحرمان.