29/10/2022
5580 مشاهدة
تقرير: رشا العشري
باحثة متخصصة في شؤون الإرهاب والعلاقات الدولية/ جامعة القاهرة
------------------------------------------------------------------------------------
تعتبر جماعة الهوتو من أكبر الجماعات العرقية في منطقة البحيرات العظمى، فهي مجموعة عرقية من وسط أفريقيا توجد بشكل كبير في رواندا وبوروندي، وهي إحدى طرفي الصراع في الحرب الأهلية في بوروندي مع التوتسي، فالهوتو تمثل 85% من إجمالي السكان يليها التوتسي حيث تمثل 14% وتمثل جماعة التوا 1%. فضلاً عن وجود جماعات مهاجرة تشكل أقلية من مالي، والسنغال، وغينيا، والهند وباكستان، وجالية عربية أيضاً. وتأخذ الهوتو التلال مسكنا لها.
الشكل:
تتميز الهوتو بأنها جماعة زنجية قصيرة القامة، أما التوتسى فهم من أصول حامية نتيجة الزواج المختلط بالزنوج، وهم يتميزون بطول القامة والرشاقة، والمجموعة الثالثة (التوا twa ) من الاقزام.
الأصل:
يرجع أصل الهوتو إلى جماعة البانتو، وهو الاسم الصحيح للهوتو، حيث تعني كلمة (ماو هوتو) في (الكيهاميت) وهي لغة التوتسي بـ "الخادم" فعندما أتى التوتسي إلى بوروندي قاموا باعطاء الأبقار والعطايا للبانتو ليرسخوا أقدامهم في الارض وبالتالي شعر التوتسي بأنهم أعلى مرتبة منهم، وبالتالي أطلقوا عليهم اسم الهوتو وقد حاول البانتو رفض اسم الهوتو إلا أنه التصق بهم.
اللغة:
يتحدث الهوتو باللغة الكيروندية، وهناك اللغة السواحيلية وهي لغة التجارة في بوروندي ويلم بها معظم السكان، فضلاً عن اللغة الفرنسية.
الدين:
يدين معظم الهوتو بالمسيحية ذو المذهب الكاثوليكي، حيث أن 60% من السكان كاثوليك، و10% مسلمين، 30% مجموعات مسيحية مختلفة، وأخرى ذات ديانات محلية.
ونجد أن العديد من الحركات التبشيرية التي تبنتها الهوتو كانت جميعها ضد الطوائف البروتستانتية في الجنوب مما أثار مخاوف التوتسي في المناطق الجنوبية من سيطرة الكنيسة باعتبارها قوة منافسة تهيمن على قبائل التوتسي غير الجنوبية.
العادات والتقاليد:
- من سمات جماعة الهوتو أن لديها فلكلور شعبي في أنها تتأثر بالحكايات الشعبية والأساطير، فلديهم بطل شعبي يسمى (ساماداري samadari) وهو يسخر من الأغنياء وهم اصحاب الماشية.
- يرتدي الهوتو ملابس من قماش مثل التنانير وهي مصنوعة من لحاء الشجر، والعباءات المصنوعة من جلود الحيوانات، ولكن تم الاستعانة بالملابس على النمط الغربي، إلا أنهم مازالوا يرتدون تلك الملابس القديمة، كما يرتدون أيضا قلائد الخرز والأساور اليدوية.
- عندما يولد الطفل تترك الأم وابنها بمفردهما في المنزل لمدة سبعة أيام، وفي اليوم السابع يقام حفل لتسمية الطفل.
- يرتبط شباب الهوتو مع بعضهم البعض من خلال الانشطة الجماعية مثل الرقصات المعينة وكذلك الطقوس الكنسية.
الاعياد:
يحتفل الهوتو بأيام الاستقلال البوروندية، وعيد العمال، عيد رأس السنة، والأعياد الكبرى المسيحية.
وخلال الاحتفالات المحلية الكبرى، يشرب سكان بروندي مشروباً تقليدياً يسمى ((امبيكي)) – جعة محلية الصنع من الشعير تقدم في كوب تقليدي جميل.
أيضاً يعد الطبل التقليدي عنصراً هاماً من الموروث الثقافي في بروندي. إن الطبل التقليدي الملكي الذي ُصنع قبل أكثر من أربعين عام يعد الأشهر ويعرف بطبوله التي تسمى باللغة المحلية بـ(امشاكو-ابيشيكسو-وايكرانيا). يترافق الرقص الشعبي مع إيقاع الطبول والموسيقى التقليدية خلال الاحتفالات الشعبية واللقاءات العائلية.
الرياضة والترفيه:
من الألعاب المشهورة والمعروفة عند قبيلة الهوتو لعبة (igisoro) أو تسمى (mancala) في أجزاء من أفريقيا، حيث يقوم فريق بوضع الفاصوليا في ثقوب في لوح خشبي، ويوضع عند خط اللاعبين، ويحاول الفريق الأخر أخذ هذه الفاصوليا من اللوح الخشبي والجري بها، فيقوم الفريق الأول بالقبض على هؤلاء من خصومهم. أما الترفيه فنجد سيطرة الأفلام الأوروبية والأمريكية على دور السينما في رواندا وبوروندي ومشاهدة كرة القدم.
المرأة:
تتحمل المرأة العبء الأكبر في النزاع المسلح، فبعد أن يقُتل الرجال أو يُسجنون أو يشاركون في حركات التمرد تصبح المرأة بمفردها ترعى الأسرة، وتحاول ضمان بقاءها على قيد الحياة، وفي الزراعة تقوم النساء برعاية المنزل، وأيضا تزرع في الحقول، كما تقوم بمسح الميدان لإعداده للزرع، أما الفتيان والرجال يقومون برعي الماشية. ولكن مستقبل المرأة غير واضح من حيث التعليم أو مشاركتها في الحياة السياسية.
الحالة الاجتماعية
نجد الحالة الاجتماعية عند الهوتو سيئة للغاية من حيث التعليم والصحة ويرجع ذلك للحرب المستمرة في البلاد وعدم الاستقرار الأمني، وفيما يلي استعراض لكل منهما:
التعليم:
لا يحصل الهوتو على التعليم الكافي نتيجة الصراعات والحروب، ونتيجة استحواذ التوتسي على الثروة والسلطة نجدهم يستأثرون بالتعليم، وبالتالي نجد فقر في المساواة بين الهوتو والتوتسي، فضلاً عن رداءة نظام التعليم أدى إلى زيادة الأمية بنسبة 35%، ومع الحرب وعدم الاستقرار تم استخدام المدارس كثكنات للمتمردين، ومأوى للمشردين، فضلاً عن قضاء الحرب على المعلمين، حيث قتل التوتسي من مائة ألف إلى مائتي ألف من الهوتو، والذي نتج عنه وفاة وهروب معظم المتعلمين من الهوتو، والبعض الأخر فروا كلاجئين إلى تنزانيا.
أما المناطق التي لم تتأثر بالحرب وتركز فيها التعليم مثل العاصمة بوجمبورا وجيتياجا، فمعظم المدارس والجامعات من التوتسي، ولم يحصل الهوتو على نصيب من التعليم كما يحصل عليه التوتسي فهم يشغلون أفضل المدارس في البلاد، ومع فقر الدولة وتراجعها في الدعم بدأت تطالب الحكومة الطلاب بتسديد تكاليف تعليمهم مما زاد الأعباء على الهوتو، وهذا بدوره أدى إلى ظهور حركات وتنظيمات مناهضة للحكومة حيث ظهرت منظمة تشمل جماعة الهوتو مما أثار مخاوف التوتسي.
- وفي ثقافة الهوتو نجد أن الأدب عندهم يتكون من الأساطير والخرافات.
- وفي الصحافة والإعلام: نتيجة عدم القراءة والكتابة لم يكن للهوتو نصيب في التأثير على الصحافة والاعلام، فضلا عن سيطرة التوتسي عليها ودحض أي محاولة لسيطرة الهوتو عليها، والدليل على ذلك تم إغلاق جريدة (la verete) وهي جريدة معارضة للتوتسي، وذلك في عام 2000.
الصحة:
حال الصحة كحال التعليم عند الهوتو ، فهناك سوء وإضرار جسيمة في النظام الصحي ، فنجد أن المستشفيات التي لاتزال صالحة للاستعمال ضئيلة جدًا ، فالطب في غاية السوء فضلاً عن قلة الامكانيات ، وقد أدى الانخفاض في التحصين الروتيني إلى ارتفاع مرض الحصبة بالاضافة إلى تفشي مرض الالتهاب السحائي ، حيث يتحمل الهوتو النصيب الأكبر من هذه الأمراض نتيجة الفقر وقلة الامكانيات ؛ وقد أجبرت النزاعات المسلحة العديد من المزارعين في المناطق المرتفعة في البحث عن أراضي أخرى صالحة للزراعة ، ومع اختلاف المناخ في المناطق المرتفعة والممارسات الزراعية غير الصالحة أدى إلى انتشار مرض الملاريا في هذه المناطق، حيث يفتقر السكان إلى حصانة الأرض، مع قلة إمكانيات التنمية في الرعاية الصحية، فضلاً عن حدوث الجفاف في المناطق المختلفة في البلاد ، والصراع الدائم الذي أدى إلى انخفاض في المحاصيل الزراعية مما ساهم في زيادة سوء التغذية على نطاق واسع ، الأمر الذى أدى إلى انتشار مرض الايدز (نقص المناعة المكتسبة) ، مما أدى إلى زيادة معدل الوفيات .
الزواج:
تترك العائلة سواء الرجل أو المرأة في اختيار من تتزوج، وعرف الزواج عند الهوتو أن يدفع العريس إلى أسرة العروسة ثروة تقدر بمجموعة من الابقار والماعز والمشروبات الكحولية، وفي الاحتفال بالزواج يغطي جسد العروس بالحليب ومجموعة من الاعشاب حتى يصبح الجسد نقي، وعند موت الزوج تقام الصلاة والطقوس والخطب، كما لاتعمل أفراد الاسرة ولا يشاركون في بعض الأنشطة، أيضاً لا تعمل المرأة في الحقل، ولا تقيم أي علاقات في فترة الحداد، وعندما تعلن الأسرة عن انتهاء فترة الحداد تقيم طقوس معينة احتفالا بذلك.
- بالنسبة للزواج بين الهوتو والتوتسي دائما ما يكون نادرا.
اللجوء:
أثرت عملية اللجوء على الهوتو تاثيراً كبيراً، فضلاً عن التشريد والنزوح، الأمر الذي أدى إلى بعدهم عن وطنهم وجعلهم عرضة للقتل والفقر والمجاعة ويرجع ذلك نتيجة للحرب وعدم الاستقرار الامني والخوف من الابادة الجماعية، فقد نزح من 60 ألف الى 80 ألف من الهوتو إلى تنزانيا ورواندا بعد عمليات الإبادة الجماعية عام 1972، وفي عام 1988 نزح حوالي 30 ألف من الهوتو إلى رواندا ، وفي عام 1993 تبعها أكثر من 300 ألف من اللاجئين ، ولايزال هناك العديد من اللاجئين المبعثرين في العديد من الدول المجاورة حتى الان .
النشاط الاقتصادي
الزراعة:
تمارس جماعة الهوتو النشاط الزراعي فهو الحرفة الأساسية لديها، ونجد أن المحاصيل الزراعية التي تشغل نصيباً كبيراً من الأرض هي الذرة، والكاسفا، والقمح، الشعير، والبطاطا الحلوة، ومن المحاصيل النقدية نجد الشاي، والقطن، والبن، والتبغ، ونخيل الزيت؛ فمعظم الهوتو يعملون في الزراعة وهي وسيلة التوظيف الوحيدة لهذه الاغلبية ، ويرجع ذلك لأنهم مجموعة من الفلاحين المضطهدين الذين لايملكون أرض ويشكل الكثير منهم عمالة فائضة ، في مقابلها طبقة التوتسي وهي مالكة للاراضي ومهيمنة عليها منذ عام 1974 .
فضلاً عن أن القطاع الزراعي في الغالب ينمو بمعدل سنوي لايتجاوز 1% وهو أبطأ معدل في النمو الحقيقي في قطاعات الاقتصاد ، فأكبر عدد من الموظفين يعانون من البطالة في الريف بسبب النقص في الأراضي ، وعدم وجود أنشطة مربحة بديلة، فضلاً عن نقص الأمطار والجفاف مما أدى إلى تضرر معظم المحاصيل الزراعية ، ومع الفقر أدى إلى قلة القادرين على شراء المواد الغذائية حتى ولو كانت متاحة ، وقد أدى هذا الوضع إلى وجود حالات وفاة من الجوع ؛ أما بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية عند الهوتو تشمل الفاصوليا ، والذرة الرفيعة ، والبطاطا الحلوة ، والكاسافا، والحليب، ولحم البقر وهي الأطعمة الهامة لديهم ، كما تؤكل لحوم الماعز وحليب الماعز من قبل الناس ذو الوضع الاجتماعي المتدني .
البنية التحتية
معظم الطرق في بوروندي غير معبدة، كما لا توجد بها خطوط سكك حديدية. وتحمل البواخر عبر بحيرة تنجانيقا البضائع بين بوجومبورا، وكيجوما في تنزانيا، وكاليمي في الكونغو الديمقراطية (زائير سابقًا) ويوجد في بوجومبورا مطار دولي. تعد تجارة بوروندي خارج الحدود باهظة الثمن وصعبة؛ لأنه يجب شحن البضائع وتفريغها من السفن وعربات النقل الحديدية مرات عدة، قبل أن تبلغ وجهتها النهائية.
الصناعة:
تشمل حرف الهوتو صناعة الفخار، والمشغولات الخشبية، والمجوهرات، والأعمال المعدنية، والسلاسل.
التعدين:
لم يستحوذ الهوتو على نصيب من الثروة المعدنية حيث يستأثر بها التوتسي ونتيجة ذلك قام المتمردون الهوتو بتفجير مناطق التعدين، الأمر الذي أدى إلى خروج شركات أجنبية من مناطق التعدين وسحب استثماراتها باعتبارها منطقة غير آمنة.
إذن فان نظام الطبقية الذي خلفه الاستعمار مع سيطرة التوتسي على الموارد في البلاد نتج عنه وجود علاقات اقتصادية غير متكافئة.
الأقلية الهندية في بوروندي ودول شرق أفريقيا
يمثل الهنود أحد أهم الأقليات التي لها تأثيراً في بوروندي ودول شرق أفريقيا بشكل عام، فهي تعتبر من الطبقات الرئيسية المشتغلة بالتجارة، ويحترمها العديد من سكان المجتمع البوروندي باعتبارها من أهم الأقليات التي ليس لها تأثيراً سلبياً على المجتمع كالعديد من الأقليات المسلمة في الدولة أيضاً، ونتيجة السياسة الاقتصادية الانفتاحية التي انتهجتها العديد من دول شرق أفريقيا فساعدتهم على الاتجار والاستقرار وتحقيق السيطرة على العديد من الشئون الاقتصادية، وهم مثل العرب جاءوا مع الرياح الموسمية للتجارة. وعندما جاء البريطانيون شجعوا الهجرة الهندية. ويتسم الهنود بسمات دينية وطائفية (حسب الجنس، من باكستانPakistani أو جاءوا من الهند في عام 1948 م).
ينقسم الهنود إلى مجموعتين هما المسلمين والهندوس. أما الهندوس فعقيدتهم الهندوسية وهي عبادة الأبقار ولهم معابدهم الخاصة وأبقارهم المقدسة والمكان الذي تحرق فيه جثث موتاهم ويسمون بانيان Banyans باللغة السواحيلية وهم غالباً تجار ومنهم فئات فقيرة أصحاب مهن مختلفة مثل العربجية والحلاقين والاسكافيين، وللهنود دور في دعم الاقتصاد حيث قاموا بتمويل مشاريع زراعية وتطوير تجارة القوافل الداخلية.
قد تمكن عدد من التجار الهنود من شراء إقطاعيات زراعية مما جعلهم يضيفون إلى تجارتهم دعامة جديدة من السيطرة على قدر من الأراضى الزراعية. سواء في بوروندي أو تنزانيا أو دول شرق أفريقيا بشكل عام.
اعتبرت بريطانيا الهنود (رعايا بريطانيين)، وشجعت هجرتهم إلى شرق أفريقيا لحاجتها إلى العمالة الهندية (الفنية والحرفية) فأرادت بريطانيا الاستفادة من خبرة الهنود في التجارة وعمليات الصرافة والسمسرة وتوظيف رؤوس أموالهم مما ساعد على ازدهار التجارة. فنظر البريطانيون للهنود على أنهم الفئة التي تليهم درجة ولذا يحق لها أن تختلط وتنسجم معهم دون سواهم. فكان للهنود دور مهم في تجارة شرق أفريقيا.
النظام السياسي:
تعد الأسباب السياسية من أهم الاسباب في نشأة الصراع ، وتكمن هذه الأسباب في النزاع على السلطة بين الأغلبية من الهوتو والأقلية من التوتسي ، وكذلك الصراع العرقي الذي أدى إلى حرب الإبادة الجماعية ، يليها التركيبة السكانية في المجتمع وما ترتب عليها من وضع قبلي واجتماعي أدى إلى خلق مشكلات سياسية حادة أعقبها حرب مشتعلة راح ضحيتها مئات الألاف من كلا الطرفين، وقد حافظت التوتسي على الهيمنة السياسية لمدة أربعة عقود وخلال هذه الفترة استطاعت التوتسي أبعاد الهوتو عن السلطة السياسية بل والسيطرة على كافة المؤسسات في الدولة ، فضلاً عن هيمنتها الاقتصادية ، ومع سوء عدالة التوزيع في الموارد وممارسة القمع على الهوتو أدى إلى اشتعال الحرب بين الطرفين وفشل أي محاولة للوصول لاتفاق سلام بين الجانبين .
القضاء:
لايستحوذ الهوتو على القضاء بل يستحوذ عليه التوتسي ويسيطر على كافة مؤسساته، وبالتالي فهم يفرضون العقوبات القصوى على الهوتو بينما يرفضون أو يكرهون إدانة التوتسي.
الدفاع والامن:
تقوم جماعة الهوتو بتكوين ميليشيات عسكرية تدعمها فصائل معارضة لحكم التوتسي وهي قوى وجماعات مسلحة ومن هذه الفصائل المتمردة جماعة تعرف باسم (المجلس الوطنى للدفاع عن الديمقراطية CNDD ) ، (قوات التحرير الوطني FNL) ، (وقوات الدفاع عن الديمقراطية FDD) ، وهذه الفصائل تمتلك من 5 ألاف إلى 6 ألاف من المقاتلين الذين يتسلحون تسليحاً خفيفاً .
في المقابل يسيطر التوتسي على الجيش كاملاً، فمعظم الجنود من التوتسي حيث تصل رصيد التقديرات العسكرية من عام 1999-2000 إلى 45500 جندي، فضلاً عن احتوائه على أسلحة عسكرية مختلفة.
- ونجد أن رفض قوات المعارضة من الهوتو على المشاركة في اتفاق السلام مع التوتسي ورفض الانضمام إلى المفاوضات كان له الأثر الكبير في زيادة حدة التوترات واستمرار الحرب بين الجانبين.
علاقة جماعة الهوتو بالجماعات الإثنية الاخرى
من الصعب معرفة القواسم المشتركة من حيث اللغة أو الثقافة والتاريخ والتنظيم الاجتماعي بين مكونات المجتمع البوروندي حيث نجد هذا المجتمع غير متجانس ، ولكن نجد علاقة الهوتو بالجماعات الموجودة باستثناء التوتسي علاقات عادية ليست صراع ، ولكن علاقتها مع التوتسي علاقة صراع وحرب على السلطة والموارد الاقتصادية ، وبالتالي فالزواج بينهم ليس من المألوف أو النادر، وتعتبر الخريطة الإثنية في بوروندي نموذج للانفصال العرقي والتطهير الاثني ، حيث يوجد أعداد كبيرة من التوتسي تتركز في شمال شرق كلاً من (كاينزاـ نجوزوا – كيروندا- وبعض المحافظات)، بينما يتركز الهوتو في الشمال الغربي (كيبيتوك- ومحافظات بوبانزا – فضلا عن تمركزهم في التلال) .
إن ما استعرضناه عن جماعة الهوتو البوروندية يوضح لنا مدى أهمية هذه الجماعة في المجتمع البوروندي ومدى قوتها وكيف أن حقوقها كانت مهدورة من قبل الأقلية الحاكمة في فترة سيطرة التوتسي، تحول الوضع وأصبح السيطرة للهوتو بعد تولي الرئيس نكورونزيزا الحكم في بوروندي، إلا أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية أصبحت غير مقتصرة على الهوتو فقط بل تشارك فيها شعب الدولة من العرقيات المختلفة وكذلك الأمر بالنسبة لدولة رواندا، وإن تتميز بالوضع المستقر والتنمية الاقتصادية مقارنة بجارتها بوروندي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة المراجع
1- BOOKS :
-lemarshand rene , Burundi ethnic conflict and genocide (Cambridge: Cambridge university press, 2004).
2-stratigic reports :
- legume colin (ed), Africa contemporary record (new yourk and gondon : Africa publishing company , vol 17 , 1984-1985) .
- Africa contemporary record (vol 19 , 1986-1987) .
-Africa contemporary record (vol 27, 2000) .
- موقع Pan Africa Press
http://panafricapress.com/510?lang=ar
- موقع ستار تايمز
http://www.startimes.com/?t=32764233
- مركز بيروت لدراسات الشرق الأوسط
http://www.beirutme.com/?p=19774
- موسوعة ويكيبيديا
- http://www>wtgon line > com /country/rw/gen >html